من المتوقع وصول المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إلى إسرائيل اليوم الخميس في محاولة لإنقاذ محادثات وقف إطلاق النار في غزة والتعامل مع الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني حيث حذر مرصد عالمي لمراقبة الجوع من حدوث مجاعة.
كانت المحادثات غير المباشرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في الدوحة قد وصلت إلى طريق مسدود الأسبوع الماضي مع تبادل الجانبين الاتهامات في التسبب في الجمود واستمرار الفجوات بشأن قضايا منها الحد الذي ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية.
ويصل ويتكوف، الذي من المقرر أن يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل بشأن غزة، وأصبحت كندا أحدث قوة غربية تقول إنها ستعترف بالدولة الفلسطينية.
وقال مصدر مطلع إن إسرائيل أرسلت أمس الأربعاء ردا على أحدث التعديلات التي أدخلتها حماس على مقترح أمريكي ينص على تطبيق هدنة 60 يوما وإطلاق سراح رهائن مقابل سجناء فلسطينيين.
ولم يصدر تعليق من حماس بعد.
وقال مسؤولون بالقطاع الطبي في غزة إن 23 شخصا على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية في أنحاء القطاع، منهم 12 كانوا ضمن حشود تجمعت لتلقي المساعدات حول ممر نتساريم، وهي منطقة تسيطر عليها القوات الإسرائيلية وسط غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينظر في التقرير.
ومنذ اندلاع الحرب، سجلت وزارة الصحة في غزة 154 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، معظمها في الأسابيع القليلة الماضية، بينهم 89 طفلا على الأقل.
وفي مواجهة تنامي الغضب الدولي بسبب صور الأطفال الذين يتضورون جوعا، قالت إسرائيل يوم الأحد إنها ستعلق العمليات العسكرية عشر ساعات يوميا في أجزاء من غزة وستحدد طرقا آمنة للقوافل التي تنقل الغذاء والدواء.
* دعوة حماس إلى إلقاء سلاحها
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس إن الأمم المتحدة وشركاءها تمكنوا من إدخال المزيد من المواد الغذائية إلى غزة في أول يومين من تعليق العمليات العسكرية، لكن حجم المساعدات “لا يزال بعيدا كل البعد عن أن يكون كافيا”.
وعلى الرغم من إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة، يواجه السكان خطرا من القوات الإسرائيلية واللصوص الفلسطينيين عند محاولة الوصول إلى الإمدادات.
وقال رجل من دير البلح لرويترز طالبا عدم كشف هويته “أنا حاولت أكتر من مرة أروح وأجيب طحين، لكن المرة الوحيدة اللي تمكنت فيها أني آخد كيس إجا واحد بسكين ثبتني في الشارع وأخده مني بعد ما هددني يضربني بالسكين”.
ومع تجاوز عدد الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين 60 ألفا هذا الأسبوع، يتزايد الضغط في غزة على حماس للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وقال رامي من مدينة غزة لرويترز عبر أحد تطبيقات التراسل “راح ننقذ آلاف الأرواح ويمكن الحرب ما ترجع بعدها”.
ومن المتوقع خروج مظاهرات في تل أبيب والقدس لمطالبة الحكومة بإنهاء الحرب.
وقال نتنياهو، الذي يضم ائتلافه الحاكم حزبين يريدان احتلال غزة وإعادة إنشاء مستوطنات يهودية هناك، إنه لن ينهي الحرب حتى ينتهي حكم حماس للقطاع وتلقي سلاحها. وترفض حماس الدعوات لإلقاء سلاحها.
وأيدت قطر ومصر، اللتان تتوسطان في جهود وقف إطلاق النار، إعلانا يوم الثلاثاء من فرنسا والسعودية حدد خطوات لحل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ويذكر الإعلان أن حماس “يتعين عليها إنهاء حكمها في غزة وتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية”. وترفض إسرائيل سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة.
وتندد إسرائيل بتصريحات فرنسا وبريطانيا وكندا منذ الأسبوع الماضي بأنها قد تعترف بالدولة الفلسطينية، وهو ما تقول إسرائيل إنه مكافأة لحماس على هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023. وأشعل ذلك الهجوم فتيل الحرب، وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز 251 رهينة في غزة.