عبدالقادر شهيب
تداول أحد المواقع.. واقعة تنطق بالكثير، تسجل رغبة سيدة مُسنة في قطعة لحم، أعربت عنها للسيد المحافظ.. وهو يقوم بجولة تفقدية له، فقام سيادته بشراء اللحم وقدَّمه لها، وحسناً فعل السيد المحافظ.. الذي صوَّرت الكاميرات تلك الواقعة بكل تفاصيلها، منذ أن أعربت المُسنة عن رغبتها في قطعة لحم، وحتى اشترى لها المحافظ اللحم بنفسه، وقدَّمه لها.
ولكن أرجو أن يكون سيادة المحافظ، قد سأل نفسه.. كم من سيدة مُسنة – أو غير مُسنة – تعيش في محافظته.. تستطيع شراء قطعة لحم، وكم من رجل مُسن أو غير مُسن له ذات تلك الرغبة، وأيضاً كم من طفل وطفلة في محافظته.. يتمنى أن يتذوق طعم اللحم.
بالطبع، لن يستطيع المحافظ شراء اللحوم لسيدات ورجال وأطفال في محافظته، يتمنون أن يتذوقوا طعمه. دخله لن يسمح له بذلك، ولكنه – بحكم منصبه – يمكنه بالتعاون مع الحكومة، وأن يفعل ما من شأنه.. أن يزيد من دخول هؤلاء، لتسمح لهم بتذوق اللحم.. أحياناً.
… ذلك يتحقق بانتهاج سياسات اقتصادية، ترفع من مستوى معيشة الأغلبية الساحقة من أبناء هذا الوطن. أي بالانحياز للفقراء والدفاع عن مصالحهم، والأخذ بأيديهم.. لانتشالهم من تحت خط الفقر الذي يعيشون تحته، وحماية من يعيشون على هامشه حتى لا يسقطوا تحته.
أما مبادرة السيد المحافظ بشراء اللحم للسيدة المسنة، وإهداؤها إياه أمام كاميرات الإعلام، فهو لن يساعد في تخفيض أعداد الفقراء.
نقلاً عن «فيتو«