يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس رئيس الوزراء اللبناني نوّاف سلام في أول زيارة رسمية له إلى فرنسا، وستتطرّق المحادثات إلى الأوضاع الأمنية في لبنان و”التحديات الكبرى” على المستوى الإقليمي، وفق ما أعلن قصر الإليزيه الثلاثاء.
أشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن “المحادثات ستتطرّق إلى قضايا الأمن واستقرار البلاد ومواصلة الإصلاحات الاقتصادية التي لا غنى عنها لاستعادتها كامل سيادتها وازدهارها”، مشيرة خصوصا إلى تعزيز القوى المسلّحة اللبنانية.
وشدّد بيان الإليزيه على أن ماكرون وسلام “سيتطرّقان أيضا إلى ضرورة احترام اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، خصوصا في ما يتعلّق بالانسحاب التام للقوات الإسرائيلية”.
ونصّ وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والحزب تم التوصل إليه بوساطة أميركية على انسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومترا من الحدود) وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبنانية وقوة اليونيفيل.
كذلك، نصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب، لكن اسرائيل أبقت على وجودها في خمسة مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها.
تشنّ إسرائيل ضربات شبه يومية في لبنان، وتقول إنها تستهدف مقاتلين وبنية تحتية لحزب الله، وقد حذّرت من أنها ستواصل ذلك ما لم يتم نزع سلاح التنظيم المدعوم من إيران.
وتعهّد الرئيس اللبناني جوزاف عون الذي انتُخب في كانون الثاني/يناير ورئيس الحكومة نواف سلام الذي تولى منصبه في شباط/فبراير، جعل مكافحة الفساد أولوية، في إطار إصلاحات تحضّ على تنفيذها المؤسسات التمويلية الدولية.
سيتباحث ماكرون وسلام أيضا في “التحديات الكبرى التي تواجه الشرق الأوسط، خصوصا تداعيات الحرب في إيران وغزة، فضلا عن الاشتباكات الأخيرة في سوريا”، وفق الإليزيه.
وسيشدّد الرجلان، وفق البيان على “ضرورة وضع حد لكل الأعمال القتالية في المنطقة لحماية المدنيين، والحاجة الملحة لإدخال المساعدات الإنسانية بكثافة ومن دون عوائق إلى قطاع غزة”.
وتبلغ مساحة القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، 365 كيلومترا مربعا ويعيش فيه 2,4 مليون نسمة وسط شح كبير في المواد الغذائية.
وتفرض إسرائيل قيودا صارمة على دخول المساعدات إلى القطاع وتتّهم حركة حماس باستغلال معاناة السكان وبسرقة المساعدات.