Times of Egypt

حادث جديد

M.Adam
أمينة خيري  

أمينة خيري

مقتل خمسة، سبعة، عشرة، تسعة عشر، خمسة وعشرين.. في حادث سير مروع. عنوان معتاد، رغم فداحته.

فُجعت مصر بقتل 19 فتاة وطفلة وسائق الميكروباص.. على الطريق الإقليمي في المنوفية. 

مشهد النعوش سيظل حاضراً في أذهان الملايين، لكن مشاغل الحياة ستطغى بعد أيام، أو لحين وقوع حادث آخر، أيهما أقرب. 

وبالمناسبة، قبل ساعات، شهد الطريق الدائري الأوسط – في مدينة 6 أكتوبر – انقلاب سيارة «ربع نقل» محملة بالعمال، ما نتج عنه إصابة 13 شخصاً، وحيث إنها إصابات فقط، فلن نتوقف عنده كثيراً!!

وأستأذن كل من يغضب أو يستاء أو يمتعض من الحديث عن فوضى السير، التي تؤدي إلى زهق أرواح على الطريق، وهو الغضب الذي ينجم؛ إما عن شعور بأنه ليس في الإمكان أفضل مما نحن فيه، أو لاعتقاد بأن من يعترض، أو يطالب بحزم واستدامة في تطبيق القانون عميل أو عبيط، وأشير إلى بضع نقاط:

شهدت مصر في العقد الأخير، صحوة وطفرة غير مسبوقتين في بناء الطرق والكباري، نقلتنا نقلة أقل ما يمكن أن توصف به هو بـ«الرائعة».

بقي العنصر البشري – في أغلبه.. فيما يختص بالوعي المروري والسلامة على الطريق ومعرفة قواعد السير والمشي وغيرها – محلك سر، إن لم يتدهور نتيجة انضمام الأجيال الأصغر إلى عالم القيادة.. دون حد أدنى من معرفة قواعد وقوانين السلامة على الطريق.

تطبيق قوانين وقواعد السير «بعافية». كل الاحترام والتقدير والإجلال والعرفان والاعتراف بدور جهود رجال الشرطة والمرور في الشوارع.. ولكنها وحدها لا تكفي. وإن كانت تكفي.. ما كان السير العكسي، وخرق قوانين العقل والمنطق والطبيعة.. في «الطيران» بالمركبات، والتناحر من أجل أولوية المرور عند بوابات الرسوم.. لدرجة وقوع حوادث، وبقاء الكثير من التجمعات العمرانية، بلا خدمات مرورية.. من إشارات وغيرها، والاعتماد على «ستر ربنا»، وغيرها من العوامل المسببة للحوادث سمة عادية.

إغلاق الطريق الذي يشهد حوادث أكثر من غيره.. ليس حلاً، وإلا فالحل الأنجع هو منع قيادة السيارات من الأصل. الأصل علاج الأسباب؛ لا بالمناشدة، أو مصادرة بضع مركبات، أو الدعاء بالرحمة للمقتولين، والسلامة لمن يبقون على قيد الحياة.

لفتة جميلة أن تتوجه القيادات الدينية الإسلامية بالعزاء لأسر الضحايا، وأن يتحدث وزير الأوقاف المحترم الدكتور أسامة الأزهري.. عن أن الالتزام بقواعد المرور من مقاصد الشرع الحنيف، وأن الإهمال والاستهتار أو السير عكس الاتجاه مخالفة لتعاليم الدين. 

لكن ماذا لو كان المخالف مسيحياً مثلاً؟!! 

قوانين المرور تحتاج تطبيقاً صارماً للقوانين المدنية على مدار الـ 24/7 – لا مصادرة 15 توك توك وعشرة موتوسيكلات فقط – ووعياً عميقاً، واعتبار رخصة القيادة وسيلة للقتل، إن أعطيت لمن لا يؤتمن.

عمالة الأطفال تطل برأسها بشكل واضح وصريح، ولهذا الحديث بقية.

«شهيد لقمة العيش».. هو كل من خرج من بيته للعمل، ثم مات بسبب إهمال؛ سواء كان نفراً في ميكروباص، أو قائداً لسيارة فارهة.

نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة