عبدالقادر شهيب
ما زالت الخناقة قائمة في أمريكا – حول فعالية الضربة الأمريكية لإيران – التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية؛ فرغم تأكيد ترامب المتكرر بأن الضربة كانت رائعة، ودمرت البرنامج النووي الإيراني بالكامل.. ما برح هناك من يشككون في هذا الكلام، ويعتقدون أن التدمير لتلك المواقع الإيرانية النووية كان محدوداً، ولم يصل إلى القلب منها. وأن إيران نقلت ما لديها من يورانيوم مخصب.. إلى مكان سري – قبل الضربة – ومعه عدد من أجهزة الطرد المركزي، التي تُستخدم في تخصيب اليورانيوم.
والمفاجأة الجديدة، كانت تقريراً استخباراتياً.. تم تسريبه، يعزف معزوفة إخفاق الضربة الأمريكية. وقد انتفضت الإدارة الأمريكية للدفاع عن الضربة.. وجزئيتها وجدواها، ونتائجها الكبيرة.
شككت الإدارة الأمريكية في سلامة هذا التقرير الاستخباراتي، بينما اتهم ترامب الإعلام الأمريكي بفبركته، وصب كل غضبه على «سي إن إن» و«نيويورك تايمز»، وأيضاً خصومه الجمهوريين.
ورغم أن إيران قالت إن الدمار الذي لحق بمواقعها النووية.. كان فادحاً، فالأغلب أن الخناقة الأمريكية الداخلية سوف تستمر، ولن تتوقف.. في ظل الأوضاع الداخلية لأمريكا، ووجود من يريد النيل من ترامب.
ويشجع على ذلك.. أولاً: مبالغة ترامب في نتائج الضربة؛ لدرجة أنه وصفها بالرائعة، ووصف الطيارين الذين قاموا بها بالرائعين. وثانياً: لأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. ليس لديها تقييم – ولو تقريبي – لنتائج الضربة الأمريكية للمواقع النووية الإيرانية. وثالثاً: لأن من مصلحة إيران – وهي مقبلة على مفاوضات مع أمريكا – المبالغة في تقدير الدمار الذي خلفته الضربة الأمريكية لمنشآتها النووية.
وربما تمر الأيام، ولا نعرف – على وجه الدقة – نتائج هذه الضربة الأمريكية لإيران، وربما لا يحدث ذلك، إلا بعد خروج ترامب من البيت الأبيض!
نقلاً عن «فيتو»