أظهرت بيانات تتبع السفن أن ناقلتي نفط عملاقتين على الأقل غيرتا اتجاههما قبل الوصول إلى مضيق هرمز بعد الضربات العسكرية الأمريكية على إيران، إذ دفعت أعمال العنف التي تشهدها المنطقة منذ أكثر من أسبوع السفن إلى تسريع أو إيقاف أو تغيير مسار رحلاتها.
وأثار قرار واشنطن الانضمام إلى الضربات الإسرائيلية على إيران مخاوف من أن ترد إيران بإغلاق المضيق الذي يمر عبره نحو 20 بالمئة من الطلب العالمي على النفط والغاز.
وأدى ذلك إلى توقعات بارتفاع سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل. وبلغ خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أعلى مستوياتهما في خمسة أشهر اليوم الاثنين في جلسة شهدت تلقبات بينما يقيم المستثمرون المخاطر المحتملة على الإمدادات.
وأوضحت بيانات أن أسعار الشحن لناقلات النفط العملاقة، التي يمكنها حمل ما يعادل مليوني برميل من الخام، ارتفعت بأكثر من المثلين خلال أسبوع لتصل إلى أكثر من 60 ألف دولار يوميا.
وجاء في بيانات لكبلر ومجموعة بورصات لندن أن ناقلة النفط الخام العملاقة (كوزويسدوم ليك) وصلت إلى المضيق أمس الأحد قبل أن تعود أدراجها متجهة جنوبا. وعادت اليوم الاثنين، مستأنفة رحلتها نحو ميناء زيركو في الإمارات.
ووفقا لبيانات مجموعة بورصات لندن اتخذت ناقلة النفط العملاقة (ساوث لويالتي) مسارا مشابها وبقيت خارج المضيق اليوم الاثنين. وكان من المقرر أن تُحمّل الناقلة النفط الخام من ميناء البصرة العراقي، وفقا لبيانات كبلر ومصدرين بقطاع الشحن.
وأظهرت بيانات كبلر ومجموعة بورصات لندن أن الناقلة كوزويسدوم ليك كان من المقرر أن تُحمّل النفط الخام في زيركو لتسليمه إلى الصين. واستأجرتها شركة يونيبك، وهي الذراع التجارية لشركة سينوبك الصينية الحكومية.
ولم ترد سينوبك على طلب للتعليق بعد.
وذكرت شركة سنتوسا شيب بروكرز، ومقرها سنغافورة، أن عدد ناقلات النفط الفارغة التي دخلت الخليج انخفض 32 بالمئة خلال الأسبوع الماضي، بينما انخفضت أعداد ناقلات النفط المحملة المغادرة 27 بالمئة عن مستويات أوائل مايو أيار.
* تغيير مسار أو توقف مؤقت
أظهرت بيانات تتبع السفن على منصة مارين ترافيك اليوم الاثنين أن حركة الناقلات الأخرى شهدت أيضا تغيرات في المنطقة حيث أبحرت مجموعة منها بالقرب من عُمان، بينما تستخدم سفن تحمل العلم الإيراني المياه الإقليمية الإيرانية.
وأبحرت ناقلة المواد الكيماوية (كوهزان مارو) باتجاه المضيق قبل أن تغير مسارها لتبقى في خليج عُمان. وأظهرت البيانات أن ناقلة النفط (ريد روبي) وناقلة المواد الكيماوية (ماري سي) أبحرتا أيضا باتجاه المضيق قبل الرسو قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي.
وكانت الناقلات الثلاث في طريقها للتحميل.
قال كي لين المتحدث باسم شركة فورموزا التايوانية للبتروكيماويات اليوم “سيحاول ملاك السفن تقليل الوقت الذي تقضيه السفن في مضيق هرمز بسبب الصراع… لن تدخل السفن المنطقة إلا حين يقترب موعد تحميلها”.
وذكرت شركتا نيبون يوسن وميتسوي أو.إس.كيه لاينز اليابانيتان للشحن اليوم أنهما ستواصلان عبور المضيق لكنهما أصدرتا تعليمات لسفنهما بتقليل وقت البقاء في الخليج.
وقال عدد من تجار النفط والمحللين لرويترز إنه تم تحذيرهم من تأخيرات محتملة في الشحن لأن السفن تنتظر دورها خارج المنطقة.
وقال ليون ألكسندر، الشريك في شركة المحاماة العالمية كلايد اند كو “تنويع مصادر الإمداد وطرق الشحن واستقاء الدروس من الاضطرابات السابقة، مثل البحر الأحمر، أمر بالغ الأهمية”.
وأفادت قناة برس تي.في الإيرانية بأن البرلمان الإيراني وافق أمس الأحد على إغلاق المضيق، لكن أي خطوة من هذا النوع تتطلب موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي.
وهددت إيران من قبل بإغلاق المضيق لكنها لم تفعل ذلك قط.