قالت إسرائيل اليوم السبت إنها قتلت قائدا إيرانيا مخضرما مع استمرار تبادل الهجمات بين البلدين، وذلك بعد يوم من إعلان طهران رفضها التفاوض على برنامجها النووي في ظل تعرضها للقصف.
فيما تسعي أوروبا إلى إبقاء محادثات السلام قائمة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن سعيد إيزادي قائد الوحدة الفلسطينية في فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، قتل في غارة جوية على شقة بإقليم قم الإيراني.
وقال كاتس في بيان إن إيزادي قام بتمويل وتسليح حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) قبل هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، والذي أشعل فتيل الحرب في غزة، ووصف مقتله بأنه “إنجاز كبير للمخابرات الإسرائيلية والقوات الجوية”.
ونقلت تقارير إعلامية إيرانية عن الحرس الثوري قوله إن خمسة من أعضائه قُتلوا في هجمات على خرم اباد، ولم تورد وسائل الإعلام أنباء عن إيزادي الذي كان مدرجا على قوائم العقوبات الأمريكية والبريطانية.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية أيضا بأن إسرائيل هاجمت مبنى في قم، حيث أشارت تقارير أولية إلى مقتل فتى يبلغ من العمر 16 عاما وإصابة شخصين.
وذكرت وكالة فارس للأنباء أن إسرائيل استهدفت منشأة أصفهان النووية، وهي واحدة من أكبر المنشآت النووية في إيران، مضيفة أنه لا يوجد تسرب لمواد خطيرة جراء ذلك.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه شن موجة هجمات على مواقع البنية التحتية لتخزين وإطلاق الصواريخ في إيران.
قال علي شمخاني، الحليف المقرب للزعيم الأعلى الإيراني، إنه نجا من هجوم إسرائيلي. وأضاف في رسالة نقلتها وسائل الإعلام الرسمية “قدري أن أظل مع جسد جريح لذا سأبقى سببا في عداء العدو”.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم السبت، حذر الجيش الإسرائيلي من هجوم صاروخي قادم من إيران، مما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في أجزاء من وسط إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب، وكذلك في الضفة الغربية المحتلة.
وشوهدت عمليات اعتراض الصواريخ في سماء تل أبيب مع دوي انفجارات في أنحاء المدينة، في الوقت الذي تعاملت فيه أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية مع الهجمات. ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو مصابين.
* برنامج إيران النووي
بدأت إسرائيل هجومها على إيران يوم 13 يونيو حزيران، قائلة إن طهران على وشك تطوير أسلحة نووية. وردت إيران، التي تؤكد أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، بشن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل.
ويُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، لكنها لا تؤكد ذلك ولا تنفيه.
وأسفرت هجماتها الجوية عن مقتل 639 شخصا في إيران، وفقا لوكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)، وهي منظمة حقوقية مقرها الولايات المتحدة تتابع شؤون إيران. ومن بين القتلى كبار القادة العسكريين وعلماء نوويون.
ونقلت وكالة فارس عن وزير الصحة الإيراني محمد رضا ظفرقندي اليوم السبت قوله إن إسرائيل هاجمت ثلاثة مستشفيات خلال الصراع، مما أسفر عن مقتل عاملين بمجال الصحة وطفل، واستهدفت ست سيارات إسعاف.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق. وأصاب صاروخ إيراني مستشفى في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل يوم الخميس.
وذكرت نور نيوز الإيرانية اليوم السبت أسماء 15 ضابطا وجنديا من قوات الدفاع الجوي قالت إنهم قتلوا في الصراع مع إسرائيل.
وفي إسرائيل، ذكرت السلطات أن 24 مدنيا قتلوا في هجمات صاروخية إيرانية.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الجمعة إنه يعتقد أن إيران يمكنها امتلاك سلاح نووي “في غضون أسابيع، أو بالتأكيد في غضون أشهر”. وأضاف في تصريحات للصحفيين في مطار موريستاون بولاية نيوجيرزي “لا يمكننا السماح بحدوث ذلك”.
وأردف قائلا إن مديرة المخابرات الوطنية تولسي جابارد أخطأت عندما أشارت إلى عدم وجود أدلة على أن إيران تصنع سلاحا نوويا.
* لا تقدم في المحادثات
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنه لا مجال للتفاوض مع الولايات المتحدة “حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي”. لكنه وصل إلى جنيف أمس الجمعة لإجراء محادثات مع وزراء خارجية أوروبيين يأملون في تمهيد الطريق للعودة إلى الدبلوماسية.
أكد ترامب أمس أنه سيستغرق أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدخل الصراع لدعم إسرائيل، قائلا إنه وقت كاف “لرؤية ما إذا كان الناس سيعودون إلى رشدهم أم لا”.
وأشار ترامب إلى أنه من المرجح ألا يضغط على إسرائيل لتقليل غاراتها الجوية للسماح باستمرار المفاوضات.
وأضاف “أعتقد أن تقديم هذا الطلب صعب للغاية الآن. إذا كان الطرف منتصرا، فسيكون الأمر أصعب قليلا مما إذا كان الطرف خاسرا، لكننا مستعدون وراغبون وقادرون، تحدثنا مع إيران وسنرى ما سيحدث”.
ولم تسفر محادثات جنيف عن أي مؤشرات على التقدم، وقال ترامب إنه يشك في قدرة المفاوضين على التوصل لوقف إطلاق النار.
وقال ترامب “إيران لا تريد التحدث إلى أوروبا. إنهم يريدون التحدث إلينا. لن تتمكن أوروبا من المساعدة في هذا الأمر”.
وكشفت برقية لوزارة الخارجية الأمريكيةاطلعت عليها رويترز أن مئات المواطنين الأمريكيين فروا من إيران منذ بدء الحرب الجوية.
وقال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون لمجلس الأمن الدولي أمس الجمعة إن إسرائيل لن توقف هجماتها “حتى يتم القضاء على التهديد النووي الإيراني”.
ودعا مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراء وقال إن طهران تشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة قد تنضم إلى الحرب.
وطالبت روسيا والصين بالتهدئة فورا.
وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز إن إيران مستعدة لمناقشة قيود على تخصيب اليورانيوم لكنها سترفض أي اقتراح يمنعها من تخصيبه تماما “خاصة الآن في ظل الضربات الإسرائيلية”.