أفاد تقرير سري صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اطلعت عليه وكالة رويترز، أن إيران نفذت سابقًا أنشطة نووية سرية باستخدام مواد لم تُبلغ عنها للوكالة في ثلاثة مواقع خضعت للتحقيق لفترات طويلة.
وجاء في التقرير “الشامل”، الذي طلبه مجلس محافظي الوكالة في نوفمبر الماضي، أن هذه المواقع الثلاثة بالإضافة إلى مواقع محتملة أخرى كانت جزءًا من برنامج نووي منظم وغير معلن نفذته إيران حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وأكد التقرير أن بعض هذه الأنشطة استخدمت مواد نووية لم تُعلن طهران عن وجودها.
وأشار التقرير إلى تسارع إيران في إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، موضحًا أن طهران قامت حتى 17 مايو بتخزين 408.6 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب، بزيادة مقدارها 133.8 كيلوغرام منذ آخر تقرير في فبراير الماضي.
وحذرت الوكالة من أن إيران جمعت كمية إضافية من اليورانيوم المخصب بنسبة تقترب من تلك المستخدمة في تصنيع السلاح النووي، داعية طهران إلى التعاون الكامل مع تحقيقاتها. ويُذكر أن نسبة التخصيب اللازمة لصناعة الأسلحة النووية تبلغ نحو 90 في المئة، ما يعني أن إيران تقترب تدريجيًا من هذه المرحلة.
ويأتي هذا الكشف في وقت حساس، حيث تجرى جولات محادثات بين طهران وواشنطن سعياً للتوصل إلى اتفاق نووي محتمل، في ظل جهود يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الأزمة.
وكانت إيران جددت رفضها حيازة السلاح النووي، معتبرة ذلك أمرًا “غير مقبول”، لكنها أكدت تمسكها بحقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية.
وفي ظل هذا التوتر، أبدت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية استعدادها للضغط على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يضم 35 دولة، لإصدار إعلان رسمي بعدم امتثال إيران لالتزاماتها النووية. ويُرتقب أن يعقد المجلس اجتماعًا فصليًا في 9 يونيو المقبل لمناقشة هذه القضية.
وأوضح دبلوماسيون أن مشروع القرار الغربي يهدف إلى تصعيد الضغط على إيران لتقديم تفسيرات واضحة بشأن اكتشاف آثار اليورانيوم في مواقع غير معلنة سابقًا، وسط قلق دولي متزايد إزاء سرعة التقدم في برنامج طهران النووي.
