عبد القادر شهيب..
قبيل عقد العرب قمتهم الدورية أمس في بغداد.. كان السؤال المفترض أنه يواجههم: ماذا هم فاعلون في تلك القمة، بعد أن أنهى ترامب زيارته الخليجية، دون أن يقدم شيئاً يُذكر للفلسطينيين.. انتظره البعض؛ وتصوروه اعترافاً بحل الدولتين. بل ودون حتى وعد.. بوقف الحرب في غزة، التي وصفها الرئيس الأمريكي – نفسه – بأنها بشعة. وكل ما تكرَّم به ترامب على أهل غزة.. هو مجرد كلام غير محدد في أمر القطاع، وأمر أهله.. الذين يعانون المجاعة الآن، بسبب إحكام الإسرائيليين الحصار عليهم.
وكان التحدي، هو ما إذا كان في مقدور القادة العرب.. أن يقولوا لترامب كلمة قوية.. في شأن الفلسطينيين، وفي شأن حرب الإبادة التي يتعرضون لها منذ قرابة العامين، رغم أن قادة الدول الخليجية لم يحصلوا على شيء من الرئيس الأمريكي بخصوص الفلسطينيين ومعاناتهم.. مع كل ما قدموه له من أموال واحترام وترحيب؟!
نعم، خرج إعلان بغداد قوياً في صياغته وكلماته.. فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ولكن هذا البيان سبقته بيانات لقمم عربية أخرى، عُقدت قبل قمة بغداد، ولم يحدث شيء، وما زالت الحرب البشعة على أهل غزة مستمرة، بل ويحدث فيها تصعيد إسرائيلي.. سبق أن هدد به نتنياهو وحدد موعده.. بعد أن تنتهي زيارة ترامب للخليج، وفي غضون ساعات، ارتفع عدد ضحايا حرب غزة إلى مائة وخمسين شهيداً في يوم واحد.
إن الأمر بات الآن، يحتاج لما هو أكبر وأشد من إعلان بغداد، وأن يتضمَّن أشد العبارات وأقواها.
أهل غزة – وكل الفلسطينيين – يحتاجون للأفعال لا الأقوال؛ فالأقوال لن توقف الحرب البشعة، وإلا كانت أوقفتها من قبل. والأقوال لن توقف جريمة التهجير القسري للفلسطينيين.
والأقوال أيضاً لن توقف مخطط تصفية القضية الفلسطينية.
والأقوال لن توقف كذلك.. تغيير الشرق الأوسط، لتهيمن عليه إسرائيل.. بينما عمل واحد فقط – مثل رهن تقديم الأموال لترامب.. بإنهاء حرب غزة – كان يمكن أن يدفع أمريكا إلى الضغط على إسرائيل.. لوقف هذه الحرب البشعة.
نقلاً عن «فيتو»