تراجعت أسعار الذهب بشكل حاد خلال التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، منهية سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة أيام متتالية دفعت المعدن الأصفر إلى أعلى مستوياته في أكثر من أسبوعين، بعدما تمكن من تجاوز حاجز المقاومة البالغ 3400 دولار للأونصة.
جاء هذا التراجع المفاجئ في وقت تتوجه فيه أنظار الأسواق العالمية إلى قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي المرتقب بشأن أسعار الفائدة، بالتزامن مع مؤشرات إيجابية حول استئناف المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما عزز حالة التفاؤل وخفف من حدة الطلب على الذهب كملاذ آمن.
خسائر ثقيلة بعد مكاسب متتالية
سجل الذهب في التعاملات الفورية تراجعاً بنسبة 1.9% بحلول الساعة 3:20 فجراً بتوقيت غرينتش، ليهبط إلى مستوى 3360 دولاراً للأونصة، بخسارة تقارب 71 دولاراً.
كما انخفضت العقود الآجلة الأميركية تسليم يونيو بنسبة 1.8% أو ما يعادل نحو 73 دولاراً، لتسجل 3374 دولاراً للأونصة.
وكان المعدن قد أنهى جلسة الأمس على ارتفاع كبير، إذ صعدت العقود الأميركية الآجلة بنسبة 3% إلى 3422.8 دولار، بينما قفزت الأسعار الفورية بنسبة 2.8% إلى 3413.29 دولار، وهو أعلى مستوى منذ 22 أبريل.
توقف مفاجئ بعد صعود لافت
قفز الذهب بنحو 7% منذ يوم الجمعة الماضي، صعوداً من مستويات 3200 دولار إلى أكثر من 3400 دولار للأونصة.
منذ بداية أبريل، ارتفعت الأسعار من 3166 دولاراً إلى ذروة عند 3509 دولارات الأسبوع الماضي، محققة مكاسب بنحو 343 دولاراً.
على مدار 5 أيام فقط، لا تزال الأسعار مرتفعة بنسبة 2%، بينما بلغت مكاسب الذهب منذ بداية العام نحو 29%، وقفزت بأكثر من 46% خلال عام كامل.
آمال بمحادثات تجارية تخفف التوترات
جاءت موجة التراجع الأخيرة بالتزامن مع تزايد التفاؤل بشأن العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين. فقد أعلنت وزارة التجارة الصينية أن نائب رئيس مجلس الدولة خه لي فنغ سيزور سويسرا بين 9 و12 مايو لعقد لقاءات رسمية مع مسؤولين سويسريين، من ضمنهم وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت.
وفي تصريحات له، أكد بيسنت أن الطرفين بحاجة إلى تهدئة الأجواء قبل الانخراط في جولة جديدة من المفاوضات، في إشارة إلى تحركات قد تُنهي الحرب التجارية التي ألقت بظلالها على الأسواق خلال السنوات الأخيرة.
ويُعرف الذهب، المسعر بالدولار، بدوره كملاذ آمن في فترات الغموض، وتزدهر أسعاره عادة في ظل معدلات فائدة منخفضة وتوترات اقتصادية وجيوسياسية.
الدولار يرتفع والأنظار تتجه للفيدرالي
عمّق من خسائر الذهب اليوم، الانتعاش المفاجئ في أداء الدولار الأميركي، الذي نجح في كسر سلسلة من التراجعات أمام العملات الآسيوية، ما حد من الإقبال على الذهب وزاد من ضغط البيع.
ويترقب المستثمرون اليوم نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتصريحات رئيسه جيروم باول، بحثاً عن مؤشرات واضحة بشأن مستقبل السياسة النقدية الأميركية. ورغم التوقعات بأن يُبقي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير، إلا أن هذا الاجتماع قد يكون الأخير الذي يحمل وضوحاً كاملاً، في ظل تأثيرات الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب مؤخراً، والتي تُضفي مزيداً من الضبابية على المشهد الاقتصادي العالمي.
