كشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن دور محتمل لروسيا في التوسط والتوصل إلى اتفاق نووي جديد بين إيران والولايات المتحدة. التقرير أشار إلى أن موسكو قد تتولى مهمتين رئيسيتين في المفاوضات الجارية التي تهدف إلى إعادة إيران إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في عام 2018.
أولى هذه المهام هي إمكانية أن تصبح روسيا وجهة محتملة لمخزون اليورانيوم عالي التخصيب الذي تمتلكه إيران. في حال وافقت طهران على نقل هذا المخزون لضمان عدم استخدامه في أنشطة عسكرية، وهو ما يعتبر شرطًا أساسيًا لرفع العقوبات المفروضة عليها. أما المهمة الثانية التي قد تلعبها موسكو فهي دور الوسيط في حال انتهاك أي طرف للاتفاق، لا سيما إذا كانت الولايات المتحدة هي التي تنتهك بنود الاتفاق، وهو ما يتيح لروسيا التوسط في الأزمة.
في السياق نفسه، أفاد المسؤولون الأميركيون بأن المحادثات غير المباشرة التي جرت مؤخراً في روما، بوساطة سلطنة عمان، قد أحرزت تقدمًا ملحوظًا. من المتوقع أن تستمر هذه المحادثات في جنيف هذا الأسبوع، مع مزيد من الاجتماعات الدبلوماسية في مسقط. ولكن المفاوضات قد تواجه مقاومة من الجانب الإيراني، لا سيما من وزير الخارجية عباس عراقجي، الذي أشار إلى أن مستويات انعدام الثقة بين الأطراف تجعل التوصل إلى اتفاق سريع أمرًا صعبًا.
من بين أبرز القضايا العالقة في المفاوضات، مصير مخزون اليورانيوم عالي التخصيب، حيث ترفض إيران نقل المخزون إلى دولة ثالثة، وتصر على الاحتفاظ به داخل أراضيها. بينما تطالب الولايات المتحدة بتدميره أو نقله إلى روسيا، ما يعزز من دور موسكو في هذه المسألة الحساسة. كما تبقى مسألة الضمانات المستقبلية لإيران في حال انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، والتي ترى طهران أن أفضل ضمان يتمثل في معاهدة يوقع عليها الكونغرس الأميركي، وهو ما يبدو صعبًا في ظل الدعم الواسع لإسرائيل في أروقة الكونغرس.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الترتيب قد يؤدي إلى دور روسي بارز في العلاقات الأميركية الإيرانية، مما يهمش دور الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، والتي كانت من الضامنين الرئيسيين للاتفاق النووي لعام 2015.