قبل أسبوع أعلن الجيش الأمريكي وصول حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط لحماية خطوط الملاحة البحرية فيما يشنّ الحوثيون في اليمن هجمات على السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر وعلى إسرائيل.
في هذا السياق، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إنّها تُظهر حاملة طائرات أميركية متضرّرة أخرجها عن الخدمة هجوم للحوثيين. لكن هذا الادّعاء غير صحيح، والصورة منشورة قبل ربع قرن.
تُظهر الصورة سفينة متضرّرة بما يبدو أنه انفجار أو حريق”. وجاء في التعليقات المرافقة “عاجل: حاملة الطائرات الأمريكية ترومان خارج الخدمة”.
يأتي التداول بالصورة بهذا السياق بعد أيام على إعلان الجيش الأمريكي في 11 أبريل الجاري وصول حاملة الطائرات “كارل فينسون” لتعمل إلى جانب حاملة الطائرات “هاري إس. ترومان” في الشرق الأوسط، لحماية الملاحة البحرية، فيما يشنّ الجيش الأميركي حالياً حملة مكثفة من الضربات ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.
قبل ذلك بأيام، في السابع من أبريل، أعلن الحوثيون أنهم استهدفوا موقعاً عسكرياً في إسرائيل وهاجموا مدمّرتين أميركيتين في البحر الأحمر.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان مصوّر أن قوّاته “استهدفت مدمّرتين أميركيتين بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيّرة” في البحر الأحمر.
وبدأ الحوثيون استهداف سفن في البحر الأحمر وخليج عدن وكذلك الأراضي الإسرائيلية، بعد اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023.
وأدت هجمات الحوثيين إلى تعطيل الممر البحري الحيوي الذي تمر عبره عادة نحو 12% من حركة الشحن العالمية، ما أجبر الكثير من الشركات على سلوك طريق بديل أطول بكثير عبر الالتفاف حول إفريقيا.
حقيقة الصورة
لكن الصورة المتداولة لا تُظهر أضراراً لحقت بحاملة الطائرات هاري ترومان في الأيام الماضية مثلما ادّعت المنشورات، بل هي مصوّرة قبل ربع قرن.
فالتفتيش عنها على محرّكات البحث يُظهر أنها منشورة على موقع وكالة “ألامي”. (أرشيف).
وأوضحت الوكالة أن الصورة ملتقطة من أكتوبر من العام 2000، وهي تُظهر أضراراً لحقت بالمدمّرة الأميركية “يو أس أس كول” آنذاك.
ففي 12 أكتوبر 2000، تعرّضت “يو أس أس كول” لهجوم انتحاريّ أسفر عن مقتل 17 عنصراً من البحريّة الأميركيّة وإصابة العشرات، فيما كانت ترسو في ميناء عدن.
وفي العام 2003، قالت الولايات المتحدة إنّها أوقفت المسؤول عن تجنيد الفريق الذي نفّذ الهجوم، واسمه وليد بن عطاش، وهو سعودي من أصل يمني.
وبعد الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001، لجأ بن عطاش إلى باكستان المجاورة وأوقف هناك عام 2003. ثم احتُجر في شبكة من السجون السريّة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.