وجيه وهبة
المتحف المصري الكبير، هو حقاً «مشروع القرن» – كما وصفته منذ أن كان فكرة تراود الفنان الصديق «فاروق حسني» – والاحتفال بافتتاحه.. يجب أن يليق بما بُذل فيه من فكر ووقت وجهد ومال. وبالرغم من أننا قد شاهدنا سابقاً.. تجربة ناجحة نجاحاً مبهراً، في احتفالية موكب نقل المومياوات من المتحف المصري بميدان التحرير، إلا أن الاحتفال العالمي المنشود بهذا المتحف الكبير.. شيء آخر، لابد أن يُستغل أفضل استغلال؛ وفقاً لجدول زمني، وعلى مدار أيام، وربما أسابيع.
أما عن موعد بدء الافتتاح الرسمي، الذي يقال إنه قد تحدد في الأسبوع الأول من شهر «يوليو»، فإننا نعتقد – إن صح هذا – أنه توقيت يجانبه التوفيق والصواب والعقل والذوق. أفي لهيب صيف «يوليو» ندعو ضيوفنا من كبار العالم.. إلى «القاهرة»؟
أما كان من الأليق، أن يتم الافتتاح في الخريف القادم أو الشتاء أو الربيع؟
لقد تم افتتاح مشروع القرن التاسع عشر؛ «قناة السويس»، في شهر «نوفمبر»، وعاد ضيوف «مصر» لبلادهم.. محملين بذكريات طيبة موشاة بروعة الطقس في فصل الخريف.. في «مصر» المحروسة. تُرى هل يُمكن مراجعة تاريخ افتتاح مشروع القرن الحالي؟
«نجيب» العجيب
بمرور الوقت، تتزايد أهمية وسائط التواصل الاجتماعي (فيسبوك.. X تويتر… إلخ)، وعند انعدام الشفافية يصبح «الـ X أصدق أنباءً من الصحف» – على رأي «أبوتمام».. بتصرف – وذلك من حيث سرعة معرفة الأخبار، أو الحصول على معلومات، أو في القياس التقريبي للرأي العام. مع العلم أن تلك الوسائط، كثيراً ما تكون أيضاً.. ملغومة بشراك الزيف والخداع، يسقط فيها من ليس لديهم القدرة على الفرز.. بين الأكاذيب والحقائق.
■ لديَّ تحفظات على بعض من آراء وتصرفات الصديق «نجيب ساويرس»، وعلى اندفاعه أحياناً، وعلى زلات لسانه.. ولكن.. كل ذلك لا يمنع من أن نوفيه حقه من التقدير الواجب.. كمستثمر مصري كبير، لا يزايد على وطنيته أحد. نبتة «ساويرسية» مصرية أصيلة.. بعبلها؛ بكل ورودها وأشواكها. ولأن لنجيب ولع بالتواصل مع الناس، ولو عبر وسائط التواصل الاجتماعي (تويتر X) فإنني – ومن حين لآخر – أتابع تغريداته.. لما تتضمنه وتتميز به تعليقات متابعيه – وهم كثر – من جدة وجدية، لا تنقصهما الطرافة أحياناً، وهم متابعون ينتمون لمختلف شرائح المجتمع وطوائفه.
من تغريدات «نجيب» – أثناء شهر «رمضان» – تلك التغريدة القصيرة المحزنة، التي يقول فيها: «التعليمات كانت أن الأجنبي له أن يشرب.. بعد التحقق من جواز سفره. السنة دي ضُرب بهذه التعليمات عرض الحائط، وتم إغلاق المطاعم التي تقدم الخمور للأجانب». هنا يقصد «نجيب» تقديم المشروبات الكحولية للسياح في المطاعم.. أثناء شهر رمضان، وهو نفسه يمتلك بعضاً من المطاعم السياحية بمحافظتي القاهرة والجيزة. ويعلق أحد متابعيه قائلاً.. بأن الحال ليس هكذا في «الغردقة» و«شرم الشيخ». وهنا نتعجب ونتساءل: هل أصبحت حرية «السياح» ـ ونحن في عرض دولار ـ متوقفة على مزاج «المحليات» وسلفييها؟
■ وهناك تغريدة أخرى، عبَّر فيها «نجيب» عن دهشته.. من تجاهل ذكر شركته في بيان مركز معلومات مجلس الوزراء، الخاص بإنجاز مشروع تخطيط وتنظيم الزيارة.. بموقع أهرامات الجيزة. وتلقى «نجيب» التعليق التالي من أحد متابعيه:
«أمرك غريب يا نجيب!!! فعلاً ما لكش حق تزعل.. إن بيان مركز معلومات مجلس الوزراء، الذي جاء على لسان مدير منطقة الهرم – المعايش للمشروع منذ بدايته بخصوص افتتاح زيارة الهرم الجديدة – لم يذكر اسم أوراسكوم پيراميدز.. من قريب أو بعيد. هي أوراسكوم پيراميدز كانت أصلاً عملت إيه، غير المشروع بالكامل.. تخطيطاً وتنفيذاً. هي أوراسكوم پيراميدز كانت عملت أصلاً إيه، غير إنها استعانت بأهم الاستشاريين، وأهم المقاولين – خارج وداخل مصر – هي أوراسكوم پيراميدز كانت عملت إيه غير إنها استثمرت حتى الآن.. ما يقارب من المليار ونصف جنيه، ومتحملة خساير مستمرة لسنوات كثيرة قادمة؛ تنفيذاً لتعليماتك.. إن المشروع ده واجهة مصر، والمكسب مش هو الهدف الأساسي. هي أوراسكوم پيراميدز كانت عملت إيه، غير إنها وافقت على تحمل كل استثمارات المشروع.. على نفقتها، مع الحفاظ على إيراد الدولة من التذاكر بالكامل. هي أوراسكوم پيراميدز كانت أصلاً عملت إيه، غير شوية دورات مياه.. بمستوى خمس نجوم، ومنظومة زيارة جديدة متكاملة؛ من ضيافة وتسوق بمستوى عالمي. هي أوراسكوم پيراميدز كانت أصلاً عملت إيه، غير إن عندها حلم.. بتحاول تحققه، إنها تنقل زيارة الأثر الأهم في العالم.. من زيارة عشوائية سمعتها من أسوأ ما يمكن، إلى زيارة عالمية تليق بقيمة الهرم.. والأهم قيمة مصر. فعلاً يا نجيب، أمرك غريب، مالكش حق. عايز تحشر اسم أوراسكوم بالعافية.. في مشروع هما اللي عاملينه من أوله لآخره !!!!».
■ تعاون القطاع الخاص مع الحكومة.. شيء يُحمد لكليهما، ولكن هناك جانباً معنوياً، وحقوقاً أدبية.. لا يجب إغفالها، ومن المهم أن ننسب العمل الجيد لأصحابه.
«ترامب» وكائناته
■ الرئيس «ترامب» يسعى حثيثاً إلى تحويل «أمريكا».. إلى ديكتاتورية من ديكتاتوريات العالم الثالث، مع الاحتفاظ ببعض الديكورات الديمقراطية. اختار نائبه «فانس» – وكبار مساعديه – من بين فصيلة من البشر، تُعرف أنثروبولوجياً باسم «هزازو الرؤوس»؛ وهي كائنات متسلقة حربائية، متلونة، تتلون باللون السائد حولها، تعيش وتتعايش في ظل كافة تغيرات المناخ السياسي وتقلباته. ولقد أصابت هتافاتهم المؤيدة «ترامب».. بالصمم السياسي، والحول الاقتصادي، وأضحى زعيماً مُلهَماً؛ لا يستمع إلا لصوته الداخلي. انظر كيف تتحلق حوله جوقة المنافقين.. حينما يأتيه وحيُه، ويتكلم أو يهذي، وتنهال كالسيول.. قراراته الفردية وآراؤه الغريبة، فيما عظم من أمور أو صغر. وحينما تتحول آراؤه إلى سياسة وخطط، واجتماعات ولجان، ولا من حساب ولا من مساءلة.
التاريخ يقول لنا.. إن دوام الحال من المحال. ولكن هل قرأ «ترامب» – وأمثاله – صفحة واحدة من التاريخ.. كي يعتبر؟
نقلاً عن «المصري اليوم»