Times of Egypt

لكِ الله يا مصر

M.Adam
عبدالقادر شهيب 

عبد القادر شهيب


نعم، لكِ الله يا مصر.. فأنت تواجهين تحديات كبيرة.. من كل نوع ولون، ومن كل صوب واتجاه.
فإن القوة العظمى عالمياً – التي تفرض قيادتها للنظام العالمي – تتصرف بنهج يُلحق الأذى بها.. وبالعالم
كله. بل وبنا نحن – بشكل خاص – حينما حاولت تهجير أهل غزة إلى سيناء، وما زالت تدعم إسرائيل في
تنفيذ مخطط التهجير هذا، وتسكت على انتهاك إسرائيل اتفاقية كامب ديفيد – التي ترعاها منذ توقيعها قبل
نحو خمسة وأربعين عاماً مضت – بل وتتهمنا نحن بخرقها!
والمنطقة التي تحيط بنا.. كلها ملتهبة، والنيران شبَّت في أرجائها وانتشرت، واستقلال دولها استُبيح من
أبنائها وأعدائها على حد سواء. وصارت الاضطرابات والنزاعات والصدامات والحروب الأهلية.. هي
السائدة فيها.
لم تتعرَّض فقط للتدخل الأجنبي، وإنما تعرضت أرضها لاحتلال قوات أجنبية أيضاً، أمريكية وتركية
وإسرائيلية.. ومن قبل إيرانية، وهذه القوات الأجنبية تستخدم القوة العسكرية.. في شن هجمات مخططة،
تستهدف الاستيلاء على مزيد من الأرض، وتحقيق مزيد من النفوذ.. لتضمن فرض هيمنتها على دولها.
والأشقاء، يا ليتهم مشغولون بالحفاظ على حكمهم، والإبقاء على نظمهم السياسية فقط، وإنما هم يعبثون
ويلهون عالمياً وإقليمياً.. بما يُلحق الأذى بنا، ويضر بأمنك ومصالح شعبك؛ وذلك بتدخلات هنا وهناك،
تزيد الفوضى في المنطقة، وتزيد التهاب نيران النزاعات فيها، وتقديم الدعم لخصومك، ومن ينازعون في
حقوقك التاريخية، ومساعدة أعدائك.. على تشويه ما تقومين به.. لحماية الحقوق الفلسطينية، وتأليب
الأعداء عليك، ويبخلون في مساعدتك.. على تجاوز الصعوبات الاقتصادية.. باستثمار بعض أموالهم في
أرضك، ويكتفون فقط بشراء بعض شركاتك ومشروعاتك.. القائمة والرابحة، بينما يتنافسون ويتسابقون
في تقديم الدعم للقوة العظمى العالمية، وبأموال تتجاوز التريليون دولار!
وداخلياً، تعانين من انحياز في السياسات الاقتصادية.. لغير أصحاب الدخول المحدودة والفقراء، الذين
عانوا بشدة – هم وأصحاب الدخول المتوسطة – من التضخم والغلاء.. خلال السنوات الأخيرة، وباتوا
غير قادرين على تحمُّل المزيد.. الذي ينتظرهم؛ في ظل الانحياز لغيرهم اقتصادياً.. من الأغنياء

والقادرين.. في ظل الإصرار على سياسات مالية واقتصادية، لم تحقق المرجو منها خلال السنوات التي
خلت.
لذلك، لكِ الله يا مصر. ولكِ بعده شعبك.. الواعي بما يواجهك من تحديات خطيرة، والصابر رغم قسوة
هذه التحديات، وخطورتها.. التي تعترض مسيرتك للنهوض وتحقيق التقدم، وحماية كيان دولتك وأمنك
القومي.
نقلاً عن «فيتو»

شارك هذه المقالة