Times of Egypt

النفط يهبط لأدنى مستوى في 4 سنوات بفعل مخاوف الركود والحرب التجارية

M.Adam

تعيش أسواق النفط العالمية لحظة حرجة، مع تضافر عوامل ضاغطة في مقدمتها اشتداد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما أدى إلى هبوط أسعار النفط بنحو 14% خلال أقل من 6 جلسات، وسط مخاوف متزايدة من دخول الاقتصاد العالمي في ركود يؤثر سلبًا على الطلب على الخام.

وفي تعاملات اليوم الاثنين، سجلت أسعار النفط أدنى مستوياتها منذ مطلع يناير 2021، بعد تراجع حاد بأكثر من 3% في الساعات الأولى من التداول، قبل أن تقلص جانباً محدوداً من خسائرها. ويأتي هذا الانخفاض امتداداً لخسائر الأسبوع الماضي، التي تفاقمت بعد تصعيد تجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.

أرقام حمراء في الأسواق

هبطت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو بنسبة 2.8% أو ما يعادل دولارين، لتصل إلى 63.77 دولاراً للبرميل، بعدما لامست في وقت سابق 63.1 دولار، بخسارة 3.8%. كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم مايو بنسبة 2.7%، ما يعادل 2.1 دولار، لتصل إلى 60.2 دولاراً للبرميل، بعد أن سجلت أدنى مستوى خلال الجلسة عند 59.4 دولار.

وكان النفط قد خسر 7% في جلسة الجمعة، على وقع إعلان الصين فرض رسوم إضافية على السلع الأميركية بنسبة 34%، كرد مباشر على الإجراءات الأميركية الأخيرة، مما زاد من مخاوف نشوب حرب تجارية شاملة، واحتمال انكماش الطلب العالمي على الطاقة.

وخلال الأسبوع الماضي، فقد خام برنت نحو 11% من قيمته، بينما هبط الخام الأميركي غرب تكساس بنسبة 10.6%، في تراجع يعد من بين الأشد منذ سنوات.

بوادر ركود عالمي؟

رغم أن إجراءات واشنطن استثنت واردات النفط والغاز من الرسوم الجديدة، فإن الأثر غير المباشر كان واضحاً في الأسواق، حيث يرى محللون أن مثل هذه السياسات تؤجج التضخم وتبطئ وتيرة النمو العالمي، الأمر الذي ينعكس سلباً على أسعار الطاقة.

ووفقاً لمذكرة بحثية صادرة عن بنك “جيه بي مورغان”، فإن احتمالات دخول الاقتصاد العالمي في ركود بنهاية العام الجاري ارتفعت إلى 60%، مقارنة بـ40% سابقاً. بينما قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن الرسوم الأميركية الجديدة كانت أكبر من المتوقع، وقد تحمل آثاراً اقتصادية أكثر حدة، من بينها تسارع التضخم وتراجع النمو.

“أرامكو” تخفّض أسعار البيع

وفي خطوة تعكس واقع السوق، خفّضت شركة “أرامكو” السعودية، في وثيقة تسعير صدرت أمس الأحد، سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف إلى آسيا لشهر مايو بمقدار 2.30 دولار، ليصل إلى 1.20 دولار للبرميل فوق متوسط أسعار عمان/دبي.

ويعد هذا الخفض هو الأكبر منذ أكثر من عامين، كما أنه الشهر الثاني على التوالي الذي تقوم فيه “أرامكو” بخفض أسعار البيع، في ظل ضغوط من تراجع الطلب وضعف شهية المشترين في آسيا.

“أوبك+” تفاجئ السوق

وفي تطور آخر مفاجئ، قررت ثماني دول في تحالف “أوبك+” يوم الخميس الماضي، المضي في خطة زيادة الإنتاج بواقع 411 ألف برميل يومياً خلال شهر مايو، أي ثلاثة أضعاف الزيادة المتوقعة، وهو ما يعادل نحو 0.4% من المعروض العالمي.

ورغم هذه الزيادة، شدد وزراء “أوبك+” خلال اجتماعهم على ضرورة الالتزام التام بحصص الإنتاج، داعين الدول التي تجاوزت السقف المحدد إلى تقديم خطط بحلول 15 أبريل لتعويض الفائض.

ضبابية المشهد

تتداخل عوامل عديدة في الضغط على أسواق النفط حالياً، من بينها النزاع التجاري، وتوقعات الركود، وزيادات المعروض، وهي كلها عناصر تنذر بمزيد من التقلبات في الأسعار خلال الفترة المقبلة.

شارك هذه المقالة