أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، استئناف عملياته العسكرية في جنوب قطاع غزة، ونشر مشاهد مصورة لما قال إنها “العمليات الأولى” التي نفذتها قواته في “محور موراغ”، وهو الممر الحيوي الذي يفصل بين مدينتي رفح وخان يونس جنوب القطاع.
وقال الجيش في بيان رسمي إن “قوات الفرقة 36 عادت للعمل داخل قطاع غزة، وبدأت عملياتها في محور موراغ، بالتزامن مع أنشطة عسكرية أخرى في جبهات مختلفة داخل غزة وخارجها”. وأضاف البيان أن “قوات الدفاع تعمل لأول مرة في هذا المحور، بهدف استكمال الجهود لتفكيك البنى التحتية المتبقية لحركة حماس في جنوب القطاع”.
وأشار الجيش إلى أن قواته تمكنت حتى الآن من العثور على وسائل قتالية، إضافة إلى “القضاء على عشرات المسلحين”، بحسب وصفه، مشددًا على أنه سيواصل عملياته ضد التنظيمات المسلحة “لحماية أمن الإسرائيليين”.
ما هو محور موراغ؟
ويعد محور “موراغ” من الممرات الاستراتيجية جنوب قطاع غزة، حيث يمتد من شاطئ البحر غربًا، مرورًا بشارع صلاح الدين، حتى يصل إلى النقطة الحدودية الشرقية عند معبر صوفا، بطول يُقدّر بنحو 12 كيلومترًا.
ويمثل هذا المحور، بحسب مراقبين، جزءًا من الخطة الإسرائيلية الرامية إلى تقسيم قطاع غزة إلى مناطق معزولة، على غرار ما نفذته إسرائيل سابقًا في “محور فيلادلفيا” و”محور نتساريم”.
وتعود تسمية المحور إلى مستوطنة “موراغ”، التي كانت جزءًا من تجمع مستوطنات “غوش قطيف” التي أقامها الجيش الإسرائيلي في جنوب القطاع بعد احتلاله عام 1967. وقد تم تأسيس موراغ عام 1972 كنقطة عسكرية للمراقبة، قبل أن تتحول في عام 1982 إلى تعاونية زراعية تضم مئات البيوت البلاستيكية (الدفيئات)، إلى أن تم تفكيكها ضمن خطة الانسحاب أحادي الجانب التي نفذتها إسرائيل عام 2005.
تصعيد ميداني وتكتيك متجدد
يأتي التركيز على محور موراغ في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية في مناطق متعددة من القطاع، خاصة في رفح وخان يونس، وسط تأكيدات إسرائيلية على “الحاجة لتوسيع المنطقة الأمنية”، مقابل تحذيرات منظمات حقوقية من أن هذه العمليات قد تُفاقم الوضع الإنساني المتدهور في غزة.