في خطوة مفاجئة، أقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مساعده للشؤون البرلمانية، شهرام دبيري، بعد أن تبين أنه قام برحلة “ترفيهية” إلى القارة القطبية الجنوبية خلال عطلة عيد النوروز، ما أثار موجة من الانتقادات والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط السياسية.
وجاء في بيان الإقالة الصادر عن بزشكيان: “بعد إجراء التحقيقات، ثبت أن السيد دبيري سافر إلى القارة القطبية الجنوبية لأغراض ترفيهية خلال عطلة النوروز، وبناءً عليه، فهو معفى من مواصلة مهامه الحكومية”.
ولم يكتف الرئيس الإيراني بقرار الإقالة، بل وجه رسالة سياسية واضحة، مؤكدًا أن الرحلات الفاخرة والمكلفة التي يقوم بها المسؤولون، حتى إن كانت بتمويل شخصي، لا تتماشى مع نمط الحياة المتواضع الذي يُفترض أن يعيشه من يتولون المناصب العامة، ولا يمكن تبريرها في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.
صورة واحدة أشعلت الأزمة
الأزمة اندلعت في أوائل أبريل، حين ظهرت صورة منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي لدبيري برفقة امرأة يُعتقد أنها زوجته، أمام سفينة سياحية تدعى “بلانكيوس”، مرفقة بتعليق: “إلى الأمام نحو القطب الجنوبي”. الصورة أثارت موجة من السخط الشعبي، وانهالت التعليقات المنتقدة لسلوك المسؤول، خاصة في وقت تعاني فيه الطبقات المتوسطة والفقيرة في إيران من ضغوط اقتصادية ومعيشية متزايدة.
محاولة تبرير فاشلة
في محاولة لامتصاص الغضب، أصدر مكتب العلاقات العامة لدبيري بيانًا وصف الصور بأنها “قديمة وغير دقيقة”، إلا أن نشر صور أخرى حديثة من رحلة إلى بوينس آيرس، عاصمة الأرجنتين، عزز من الانتقادات وقلل من مصداقية التوضيح الرسمي.
غضب شعبي على وسائل التواصل
وعبر مئات المستخدمين الإيرانيين على منصات التواصل عن استيائهم، معتبرين أن المسؤولين لا يعيشون واقع المواطنين الذين يعانون لتأمين احتياجاتهم الأساسية، في حين يقوم أحدهم بجولات سياحية “فاخرة” إلى أقصى جنوب الأرض.
وكتب أحد المغردين: “في وقت نعاني فيه من غلاء المعيشة والعقوبات، نائب الرئيس يقف أمام سفينة سياحية متجهة للقطب الجنوبي وكأنه في عطلة صيفية”. وأضاف آخر: “هكذا تُفقد الثقة بالمسؤولين”.