أغلق مطار هيثرو البريطاني بالكامل الجمعة بعد انقطاع الطاقة بسبب حريق اندلع في محطة فرعية للكهرباء، ما أحدث فوضى في حركة الملاحة الجوية في أنحاء العالم وأدى إلى إلغاء أو تحويل مئات الرحلات من المطار الأكثر انشغالا في أوروبا.
ويسيّر هيثرو رحلات إلى نحو 80 بلدا وكان من المقرر أن تهبط أو تقلع نحو 1350 رحلة من مباني المطار الخمسة الجمعة، بحسب موقع تعقّب حركة الطيران على الإنترنت “فلايت رادار24”.
يستخدم هيثرو حوالى 230 ألف راكب يوميا و83 مليون راكب سنويا، ما يجعله من بين مطارات العالم الأكثر انشغالا.
تم استدعاء عناصر الإطفاء للتعامل مع حريق “مرئي بشكل كبير” في محطة فرعية عند حوالى الساعة 23,23 بالتوقيتين المحلي وغرينيتش الخميس إذ أُرسل نحو 70 عنصرا لمكافحة النيران التي تمّت السيطرة عليها حوالى الساعة الثامنة صباحا.
وتعهد وزير الطاقة إيد ميليباند أن الحكومة ستبذل كل ما في وسعها لإعادة الطاقة إلى هيثرو على وجه السرعة، في وقت طرحت تساؤلات بشأن مدى “مرونة” المطار.
وأظهرت تسجيلات مصوّرة يبدو أنها التُقطت من داخل مباني هيثرو المتاجر مغلقة والممرات مهجورة ومنارة بأضواء الطوارئ فحسب.
ترك الإغلاق العديد من الركاب يحاولون جاهدين وضع ترتيبات بديلة.
وقال محمد خليل (28 عاما) الذي كان من المفترض بأن يسافر إلى باكستان بعد خمسة شهور “خطت لهذه الرحلة قبل ثلاثة أشهر.. أنفقت الكثير من المال على بطاقات الطائرة وكل شيء”.
وقال لفرانس برس من محطة قطار بادينغتون حيث كان من المقرر بأن يسافر إلى لندن “لا يمكن لأحد تخيل حجم التوتر الذي تسبب به الأمر بالنسبة إلي”.
وأفادت الخطوط الجوية البريطانية بأن إغلاق المطار الذي يعد مركزها الرئيسي سيحمل “تداعيات كبيرة” على عملياتها وزبائنها.
وأضافت “نعمل بأسرع شكل ممكن لإبلاغهم بخيارات السفر المتاحة أمامهم للساعات الـ24 المقبلة وبعدها”.
وكان من المقرر أن تغادر تاليا فوكايديس (42 عاما) لندن صباح الجمعة متجهة إلى أثينا، لكنها سارعت إلى غاتويك لدى سماعها بخبر أن عليها الحصول على بطاقة جديدة.
وقالت لفرانس برس إن والدتها ستخضع لعملية قلب مفتوح في وقت لاحق اليوم. وأضافت بينما كان صوتها يرتجف من التأثر “علي التوجّه إلى هناك”.
– تحويل الرحلات –
كانت حوالى 120 طائرة متّجهة إلى هيثرو في الجو عندما أُعلن عن الإغلاق، بحسب خدمة تعقّب حركة الطيران على الإنرتنت “فلايت رادار24”.
وأكد ثاني أكثر مطارات المملكة المتحدة انشغالا، غاتويك، بأنه سيستقبل بعض الرحلات من هيثرو. وتم تحويل رحلات أخرى إلى مطار شانون في جنوب غرب إيرلندا.
وأفاد مطار غاتويك على منصة “إكس” “نحن على علم بالوضع في مطار هيثرو اليوم ونقدّم الدعم اللازم. يتم تسيير الرحلات من لندن غاتويك بشكل طبيعي اليوم”.
وذكرت سلطات المطار بأنها تتوقع “اضرابات كبيرة” في حركة الطيران خلال الأيام المقبلة.
تم إجلاء حوالى 150 شخصا من مواقع قريبة بسبب الحريق.
وقال مساعد مفوض جهاز إطفاء لندن بات غولبورن إن عناصر الإطفاء عملوا “بلا كلل في ظروف صعبة” وأفاد بأنه تمّت السيطرة على الحريق.
أغرق انقطاع الطاقة 100 ألف منزل في الظلام خلال الليل، بحسب ميليباند. لكن أعيدت الطاقة إلى جميع المنازل صباحا باستثناء حوالى 4000 منزل.
ومع تكشّف الحجم الكامل للاضطرابات الناجمة عن الحريق، واجه الوزير أسئلة بشأن الكيفية التي يمكن من خلالها لحريق بأن يؤدي بإغلاق مطار بأكمله.
وأفاد بأن شبكة توزيع الكهرباء “الشبكة الوطنية” أبلغته بأنها لم تشهد “أي حادث بحجم” ما حصل.
وقال لـ”آي تي في” “مع ذلك، يجعل الأمر هيثرو يبدو في وضع هش ولذا علينا أن نستخلص الدروس، برأيي، ليس بشأن هيثرو فحسب، بل كذلك بشأن كيفية حماية البنى التحتية لدينا”.
وقالت رئيسة لجنة النقل البرلمانية روث كادبري إن الإشارة حاليا إلى أن الحريق لربما نجم عن “إحراق متعمّد” هو مجرّد “افتراض”.
أفادت إذاعة “تايمز راديو” “هناك بكل وضوح أسئلة تطرح بشأن ذلك”.
ولفتت إلى أن حقيقة أن المطار يعتمد على محطة فرعية واحدة “تثير أسئلة”.
– اضطرابات –
تأثّرت الرحلات حول العالم بالإغلاق وأفاد مستشار الطيران فيليب باتروورث-هيز فرانس برس بأن ما حصل سيكلف المطار وشركات الطيران “بالتأكيد أكثر من 50 مليون جنيه إسترليني (64,7 مليون دولار)”.
سمحت الحكومة البريطانية في كانون الثاني/يناير لهيثرو بناء مدرج ثالث سيكون جاهزا بحلول العام 2035، بعد سنوات من النزاعات القضائية بسبب معارضة السكان.
وهناك خمسة مطارات رئيسية تخدم العاصمة البريطانية والبلدات المجاورة. لكنها تعاني من الضغط، وخصوصا هيثرو الذي يبلغ طول مدرجيه حوالى أربعة كيلومترات.
يغطي المطار نفسه مساحة يبلغ مجموعها 12,3 كيلومترا مربعا.
يقع هيثرو الذي افتتح عام 1946 باسم “مطار لندن” على بعد 25 كيلومترا عن غرب وسط لندن.
