لقي 9 مدنيين من عائلة واحدة مصرعهم وأصيب اثنان آخران، في غارات جوية استهدفت منطقة جنوبي كوباني (عين العرب) شمال سوريا، وفق ما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي اتهمت تركيا بشن الهجوم.
وأكدت “قسد” في بيان على تليغرام أن طائرة تركية نفذت القصف خلال ساعات متأخرة من ليل الأحد، مستهدفة عائلة تعمل في الزراعة بين قرية قومجي وبرخ بوتان.
تركيا و”قسد”: نزاع مستمر وتصعيد متجدد
وتعد قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، رأس الحربة في الحرب ضد تنظيم داعش، حيث تمكنت من دحره من آخر معاقله عام 2019. إلا أن تركيا تتهم هذه القوات، وتحديدًا وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل عمادها، بكونها امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، المصنف كمنظمة إرهابية من قبل أنقرة وعدة دول غربية.
ورغم ذلك، يواجه حزب العمال الكردستاني تحولات داخلية، حيث دعا مؤسسه عبد الله أوجلان، المسجون في تركيا، إلى إلقاء السلاح وحل الحزب، في خطوة وصفت بـ”التاريخية”.
وفي ظل هذه التوترات، تسعى السلطات السورية الجديدة، بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، إلى تفكيك الجماعات المسلحة وبسط سيطرة الدولة على كامل الأراضي السورية، منذ إطاحة الرئيس بشار الأسد في ديسمبر بعد أكثر من 13 عامًا من الحرب الأهلية.
وفي إطار هذه الجهود، وقع الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي اتفاقًا يهدف إلى دمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما في ذلك المعابر الحدودية، المطارات، وحقول النفط والغاز. ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ الاتفاق بحلول نهاية العام، وسط مراقبة دولية دقيقة لمستقبل العلاقة بين “قسد” ودمشق.
ورغم هذه التحركات، تمارس أنقرة ضغوطًا مكثفة على دمشق لإيجاد حل جذري لوحدات حماية الشعب، فيما تستمر الضربات الجوية والتصعيد العسكري، مما يهدد بتقويض أي تسوية سياسية شاملة في البلاد.