شهدت المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث أعلن الجيش اللبناني، اليوم الاثنين، تعرض مناطق لبنانية للقصف من الأراضي السورية، مما دفع الوحدات العسكرية اللبنانية للرد على مصادر النيران وتعزيز انتشارها لضبط الوضع الأمني.
وفي بيان رسمي، أكد الجيش اللبناني أن هناك اتصالات جارية بين قيادته والسلطات السورية لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية، في ظل التوترات المتصاعدة.
اشتباكات مباشرة بين الجيش السوري وحزب الله
وأفادت مصادر محلية باندلاع اشتباكات عبر الحدود بين قوات الجيش السوري وعناصر من حزب الله اللبناني، وسط تصعيد غير مسبوق. وأظهرت صور متداولة قيام الجيش السوري بشن قصف مدفعي مكثف على مواقع تابعة لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية.
وتأتي هذه التطورات بعد مقتل عنصر من الجيش السوري جراء استهداف سيارة بصاروخ حراري عند الحدود اللبنانية السورية. كما قُتل عدد من الجنود السوريين بعد اقتيادهم إلى داخل الأراضي اللبنانية، في تصعيد يهدد بمزيد من الاضطرابات في المنطقة.
استهداف الصحفيين وانتشار الجيش السوري
وأثناء تغطيتهم للأحداث، تعرض عدد من الصحفيين للإصابة نتيجة الاشتباكات المتقطعة بين القوات السورية وعناصر حزب الله قرب بلدة القصر الحدودية.
بالتزامن مع ذلك، أعلنت وزارة الدفاع السورية عن إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة الحدودية، حيث انتشر الجيش السوري بشكل كامل على الحدود مع لبنان، كما واصلت المدفعية السورية قصف مواقع حزب الله في منطقة الهرمل اللبنانية، وذلك بعد اتهام الحزب باختطاف 3 جنود سوريين وتصفيتهم داخل لبنان.
وأفادت وزارة الدفاع السورية بأن عناصر من حزب الله دخلوا الأراضي السورية وقتلوا ثلاثة مقاتلين تابعين للجيش السوري قبل سحب جثثهم إلى داخل لبنان، ما زاد التوتر بين الطرفين. وفي وقت لاحق، قام الجيش اللبناني بتسليم جثث القتلى الثلاثة للسلطات السورية عبر الصليب الأحمر اللبناني عبر معبر جوسي القاع.
في المقابل، نفى حزب الله في بيان رسمي أي علاقة له بالأحداث التي تشهدها الحدود اللبنانية السورية، مؤكداً أنه غير متورط في تصفية عناصر الجيش السوري أو أي أحداث داخل الأراضي السورية.