نجحت القوات الباكستانية في تحرير 155 راكبًا من أصل أكثر من 450 كانوا على متن قطار “جعفر إكسبرس”، الذي تعرض لهجوم عنيف من قبل مسلحين انفصاليين تابعين لـ”جيش تحرير بلوشستان” في جنوب غربي البلاد. وأسفرت العملية الأمنية عن مقتل 27 مسلحًا حتى الآن، وفقًا لمصادر أمنية.
هجوم مباغت واحتجاز رهائن
استمر الهجوم لأكثر من 20 ساعة، حيث فجّر المسلحون خط السكك الحديدية لإجبار القطار على التوقف قبل السيطرة عليه واحتجاز الركاب. وهددت الجماعة الانفصالية بإعدام الرهائن في حال فشل الحكومة الباكستانية في تلبية مطالبها، التي شملت الإفراج عن سجناء سياسيين وناشطين بلوش خلال 48 ساعة.
شنت القوات الباكستانية عملية عسكرية واسعة مستخدمة الطائرات الهليكوبتر والقوات الخاصة لمحاصرة المسلحين، الذين نقلوا مجموعة من الرهائن إلى الجبال بينما استمروا في احتجاز آخرين داخل القطار. ودارت اشتباكات عنيفة قرب النفق الذي علق فيه القطار، وسط تبادل كثيف لإطلاق النار وانفجارات هزّت المنطقة.
أكدت مصادر أمنية أن العملية ستستمر حتى القضاء على آخر عنصر من المسلحين، بينما أعلن جيش تحرير بلوشستان مسؤوليته عن الهجوم، مدعيًا أنه أسقط طائرة مسيرة وقتل 30 جنديًا، وهو ما لم تؤكده السلطات الباكستانية.
إدانات رسمية واستمرار المعركة
ندد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بالهجوم، مشيدًا بشجاعة القوات الأمنية في التصدي للمسلحين وإنقاذ الرهائن. كما أثنى وزير الداخلية محسن نقوي على جهود الجيش، الذي تمكن حتى الآن من استعادة السيطرة على أجزاء من المنطقة، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة.
يُذكر أن “جيش تحرير بلوشستان” يعدّ من أكبر الحركات الانفصالية في الإقليم الغني بالموارد الطبيعية، حيث يشن هجمات متكررة ضد الحكومة والجيش والمصالح الصينية في المنطقة، في إطار صراع مستمر منذ عقود.
