كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن خطة إسرائيلية تصعيدية تهدف إلى زيادة الضغط على حركة حماس بشكل تدريجي، في حال لم تواصل الحركة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لديها.
وبحسب الصحيفة، فإن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف هددا بـاستئناف الحرب في قطاع غزة إذا لم تستجب حماس لمطالب إطلاق سراح بقية الرهائن.
خطوات تصعيدية متدرجة
وضعت إسرائيل سلسلة من الخطوات التصعيدية التي بدأت بالفعل في الأسبوع الماضي بمنع دخول البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة، بعد تعثر المفاوضات حول تمديد وقف إطلاق النار الذي استمر سبعة أسابيع.
ووفقًا لمحلل أمني إسرائيلي، إذا لم تؤت هذه الإجراءات ثمارها، فإن إسرائيل قد تصعد عملياتها العسكرية عبر تنفيذ غارات جوية وتكتيكية تستهدف مواقع حماس. وفي مرحلة لاحقة، قد تلجأ إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين عادوا إلى منازلهم شمال القطاع بعد وقف إطلاق النار.
احتمالية التوغل العسكري
بحسب مصادر مطلعة على الخطة، فإن السيناريو الأكثر تصعيدًا قد يشمل توسيع العمليات البرية داخل غزة، مع احتلال أراضٍ لفترة طويلة بهدف القضاء على ما تبقى من عناصر حماس.
وأكد مايكل ماكوفسكي، المسؤول السابق في البنتاغون ورئيس المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي، أن هناك تصميمًا إسرائيليًا على العودة إلى غزة وإنهاء وجود حماس، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي أصبح في وضع أقوى مما كان عليه عند بداية الحرب.
عقبات أمام المفاوضات
تأتي هذه الخطوات التصعيدية وسط مأزق في المفاوضات، حيث يتمسك كل طرف بمواقفه المتعارضة. فبينما تطالب إسرائيل بإطلاق جميع الرهائن، تشترط حماس أن يكون ذلك ضمن اتفاق يشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وهو ما ترفضه إسرائيل.
كما تصر إسرائيل على تفكيك سلطة حماس ونزع سلاحها، وهو ما تعتبره الحركة شرطًا غير قابل للتفاوض. وفي محاولة لإطالة الهدنة، عرضت إسرائيل تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر إضافي إذا استمرت حماس في إطلاق سراح الرهائن، لكنها هددت في الوقت ذاته بالتصعيد والعودة إلى الحرب في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق.
استعدادات عسكرية متزايدة
يرى خبراء عسكريون أن إسرائيل باتت في موقع أقوى لدخول غزة مجددًا، حيث تم تعزيز مخزون الذخيرة، وتراجعت القيود الأميركية التي فرضتها إدارة الرئيس جو بايدن سابقًا. كما أن الجيش الإسرائيلي لم يعد بحاجة إلى نشر قوات كبيرة على الحدود الشمالية، بعد الضربات العسكرية المكثفة ضد حزب الله اللبناني في الخريف الماضي.