Times of Egypt

بريطانيا تشير لعدة مقترحات لوقف النار بأوكرانيا وفرنسا تطرح هدنة لمدة شهر

M.Adam
حرب أوكرانيا

 قالت بريطانيا اليوم الاثنين إن هناك عدة مقترحات محتملة مطروحة للنقاش لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، بعد أن طرحت فرنسا فكرة هدنة مبدئية لمدة شهر واحد قد تمهد الطريق لمحادثات سلام.

وتدرس الدول الأوروبية، بقيادة بريطانيا وفرنسا، خيارات لمقترح سلام، بمشاركة أوكرانيا، بعد جدل محتدم نشب في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر “من الواضح أن هناك عددا من الخيارات على الطاولة… لن أدخل في تعليقات بشأن الخيارات”.

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض مايك والتز حين سئل عن تحركات أوروبا في مطلع الأسبوع لدعم زيلينسكي “نرحب بأوروبا التي تهب متحفزة من أجل أوروبا، لكن يتعين عليها أيضا الاستثمار في القدرات للقيام بذلك”.

وعرضت فرنسا وبريطانيا وربما دول أوروبية أخرى إرسال قوات إلى أوكرانيا في حالة وقف إطلاق النار، لكنها قالت إنها تريد الدعم من الولايات المتحدة.

ويقول زيلينسكي إن وقف إطلاق النار يتعين أن تصحبه ضمانات أمنية صريحة من الغرب لضمان عدم عودة روسيا إلى مهاجمة بلاده بعد أن غزت أوكرانيا قبل ثلاث سنوات وتسيطر حاليا على نحو 20 بالمئة من أراضيها. ورفض ترامب تقديم أي ضمانات كهذه.

واستضاف ستارمر قمة لزعماء أوروبيين في لندن أمس الأحد وقال إن الزعماء الأوروبيين وافقوا على وضع خطة سلام لأوكرانيا لتقديمها إلى الولايات المتحدة.

وفي مقابلة أجريت معه في طريقه إلى القمة، طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون احتمال وقف إطلاق نار لمدة شهر واحد، رغم عدم وجود تأييد معلن حتى الآن من حلفاء آخرين.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو تعليقا على اقتراح ماكرون “تطبيق مثل هذه الهدنة جوا وبحرا وفي البنية التحتية للطاقة سيسمح لنا بمعرفة ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتصرف بحسن نية حين يلتزم بالهدنة… وحينذاك قد تبدأ مفاوضات سلام حقيقية”.

وقال ماكرون في المقابلة التي نشرتها صحيفة لوفيجارو إن نشر قوات برية أوروبية في أوكرانيا لن يتم إلا في مرحلة ثانية.

وقال زيلينسكي للصحفيين في لندن حين سئل عن مدى علمه بالخطة التي ذكرها ماكرون “أنا على علم بكل شيء”.

وتتكيف الدول الأوروبية مع ما وصفه بعض الزعماء بأنه أكبر تغيير في سياسة واشنطن منذ الحرب العالمية الثانية، وخاصة بعد الخلاف الذي وقع يوم الجمعة حين غادر زيلينسكي البيت الأبيض فجأة بعد أن وبخه ترامب ونائبه جي.دي فانس أمام الكاميرات.

وكان الزعيم الأوكراني في واشنطن لتوقيع صفقة تمنح الولايات المتحدة إمكانية الحصول على معادن أوكرانية لكنه غادر دون التوقيع عليها.

وقال مستشار الأمن الأمريكي مايك والتز في مقابلة مع قناة فوكس نيوز إن زيلينسكي يجب أن يعتذر.

وأضاف “ما نحتاج إلى سماعه من الرئيس زيلينسكي هو أنه يشعر بالأسف على ما حدث، وأنه مستعد للتوقيع على صفقة المعادن هذه وأنه مستعد للدخول في محادثات سلام”.

ومضى قائلا “لا أعتقد أن هذا طلب مبالغ فيه. سنرى ما سيحدث خلال الساعات الثماني والأربعين القادمة، لكننا نتطلع بالتأكيد إلى المضي قدما بإيجابية”.

* ميرتس: الصدام في المكتب البيضاوي “لم يكن عفويا”

قال فريدريش ميرتس، المحافظ الذي من المقرر أن يصبح مستشارا لألمانيا بعد فوزه بأكبر حصة من الأصوات في الانتخابات التي جرت قبل أسبوع، إن الجدل المحتدم في المكتب البيضاوي يوم الجمعة كان فخا نُصب سلفا للزعيم الأوكراني.

وأضاف “لم يكن ذلك رد فعل عفويا على مداخلات زيلينسكي، بل كان بوضوح تصعيدا مفتعلا”.

ومضى يقول “يتعين علينا الآن أن نظهر أننا في وضع يسمح لنا بالتصرف باستقلالية في أوروبا”.

وعبر مسؤولون أوروبيون في جلسات مغلقة عن غضبهم مما اعتبروه خيانة لأوكرانيا التي حظيت من قبل بدعم قوي من الولايات المتحدة منذ الغزو الروسي.

وفي أعقاب واقعة الجدل المحتدم في المكتب البيضاوي، قال أحد كبار المسؤولين “يتعين على دونالد ترامب أن يختار بين أن يطلق على نفسه زعيم العالم الحر، أو زعيم عصابة ابتزاز. والخيار الأخير ليس مثيرا لاهتمام أوروبا”.

لكن الأوروبيين ما زالوا يعملون جاهدين لإبقاء الولايات المتحدة في صفهم. وقال بيتر ماندلسون، السفير البريطاني لدى الولايات المتحدة، إن العلاقات الأوكرانية الأمريكية يتعين ضبطها، لأن مبادرة ترامب لإنهاء الحرب كانت “العرض الوحيد المتاح”.

وتحدث ترامب هاتفيا مع بوتين الشهر الماضي ثم أعلن أن المفاوضات لإنهاء الحرب ستبدأ سريعا مباغتا بذلك الاتحاد الأوروبي وزيلينسكي.

واتفق زعماء أوروبيون على أنه يتعين تعزيز الإنفاق على الدفاع لإثبات قدرة القارة على حماية نفسها. ومن المقرر أن يعقد الاتحاد الأوروبي قمة طارئة يوم الخميس.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنها ستبلغ الدول الأعضاء غدا الثلاثاء بخطط تعزيز صناعة الدفاع الأوروبية والقدرات العسكرية للتكتل.

وأضافت “نحن بحاجة إلى زيادة هائلة في الدفاع، دون أدنى شك. نريد سلاما دائما، ولكن السلام الدائم لن يقوم إلا على القوة، والقوة تبدأ بتعزيز أنفسنا”.

وأبدت روسيا رضاها صراحة عن المواجهة التي وقعت يوم الجمعة بين ترامب وزيلينسكي، فأشادت بترامب لتغييره السياسة الأمريكية ونددت بزيلينسكي لتحديه مقترحات ترامب.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف “نرى أن جماعة الغرب بدأت تفقد تجمعها جزئيا، وبدأت عملية تفتيت جماعة الغرب”.

وأضاف “ما زال هناك مجموعة من الدول تشكل جماعة الحرب التي تعلن استعدادها لمزيد من الدعم لأوكرانيا من حيث دعم الحرب وضمان استمرار أعمال القتال”.

شارك هذه المقالة