Times of Egypt

التهجير بدأ بالفعل.. لكن في الضفة!

M.Adam
عبدالله عبدالسلام 

عبدالله عبدالسلام..
إحدى أهم سمات المواقف العربية.. تجاه ما تقوم به إسرائيل، أنها متأخرة عدة خطوات، وتفتقد النظرة الشمولية.
تعتدي إسرائيل على غزة، فيأتي رد الفعل العربي بطيئًا، ولا يتناسب مطلقًا مع الجُرم. وعندما يأتي.. يكون جيش الاحتلال قد قطع شوطًا طويلًا.. في تنفيذ أهدافه، وخلق وقائع جديدة على الأرض.
لكن إسرائيل لا تكتفي بذلك. تنقل الاعتداءات إلى مكان آخر، في وقت لم يتفق العرب فيه بعد.. على كيفية التعامل مع الاعتداءات الأولى. هذا ما يحدث الآن.
… إسرائيل تنفذ في الضفة الغربية، ما هددت بالقيام به في غزة؛ الترحيل القسري يتم بالفعل، بينما القمة العربية تستهدف منعه في غزة.
وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتساف، أعلن، قبل أيام.. بفخر، أن هدف العدوان الراهن على مخيمات الضفة الغربية.. طرد سكانها، وعدم السماح لهم بالعودة قبل عام على الأقل. وإذا علمنا من التجارب السابقة، أن مَن تطرده إسرائيل.. لا تسمح أبدًا برجوعه، فإن الأربعين ألفًا الذين أمر «كاتس» بطردهم من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس.. لا أمل لديهم في العودة. لا يُخفي هذا المتطرف أهدافه ولا يُجمِّل كلماته.
إسرائيل تطبق قواعد اللعبة الخاصة بغزة في الضفة. تقوم بكل ما من شأنه جعل الحياة مستحيلة في هذه المخيمات وبلدات وقرى أخرى بالضفة. تدمير الطرق وجعل التنقل بين التجمعات الفلسطينية السكانية شديد الصعوبة. عقاب جماعي، وإساءة المعاملة عند نقاط التفتيش. عقبات هائلة أمام عمل الأونروا، التي تشرف على تعليم 45 ألف تلميذ فلسطيني وترعى آلاف المرضى.
عمليات التوغل العسكري لا تتوقف. كانت هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023.. إيذانًا ببدء حقبة جديدة لتحويل الضفة إلى مجموعة مستوطنات يهودية، تتخللها نقاط صغيرة.. يعيش فيها فلسطينيون، أي عكس الوضع الحالي.
العدوان الراهن يمهد للقضاء على المخيمات، وفتح المجال أمام بناء المستوطنات. استهداف المخيمات.. مجرد البداية لتهجير أبناء الضفة، وضمها رسميًّا إلى إسرائيل.
وصول ترامب إلى الرئاسة.. أعطى قوة دفع كبيرة لخطط الضم.
مؤخرًا، صرح ترامب قائلًا: «الناس (يقصد غالبية الإسرائيليين والمحافظين الدينيين الأمريكيين) يحبون فكرة الضم». اعتبر المتطرفون – الذين يسيطرون على الحكومة الإسرائيلية – هذا التصريح فرصة ذهبية لتطبيق السيادة على كامل الضفة، ووأد فكرة قيام الدولة الفلسطينية. وزير المالية «سموتريتش» قال إنه بعد غزة ولبنان، جاء الدور على الضفة.
في موازاة ذلك، يتم تمرير قوانين.. لتعزيز قدرة الإسرائيليين على بناء المستوطنات، وتطبيق القانون الإسرائيلي عليها، بل إن هناك مشروع قانون أمام الكنيست.. يهدف إلى تغيير اسم الضفة الغربية إلى الاسم التوراتي يهودا والسامرة.
يجري أيضًا.. سحب صلاحيات السلطة الوطنية، في المناطق التي من المفترض أنها تحت سيطرتها.. بمقتضى اتفاقيات أوسلو.
ورغم أن الضم يعني نهاية السلطة الفلسطينية، فإنها لا تفعل شيئًا سوى الشجب والإدانة.
ما يجري في الضفة، لا يقل خطورة عما شهدته غزة. الضفة تنتظر من القمة العربية المقبلة.. نفس الاهتمام الذي ستحظى به غزة.
نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة