أعلنت القوات المسلحة السودانية، اليوم السبت، عن دخولها مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، لأول مرة منذ أن وقعت تحت سيطرة قوات الدعم السريع في ديسمبر 2023. جاء هذا التقدم الكبير عقب عملية عسكرية ضخمة أطلقها الجيش السوداني لاستعادة المدينة، حيث انسحبت قوات الدعم السريع دون مقاومة تذكر، ما مهد الطريق أمام الجيش لدخول المدينة وتطهيرها من المتمردين.
وأكدت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية في بيان لها عبر موقع “فيسبوك”، أن قواتها تواصل تقدمها في كافة المحاور، حيث تتطلع إلى استعادة جميع الأراضي التي سيطرت عليها مليشيات الدعم السريع. ولفت البيان إلى أن الجيش، مدعومًا بالقوات المساندة، يواصل عمليات النظافة والتطهير في جيوب قوات الدعم السريع داخل المدينة، في خطوة تهدف إلى تأمين كافة المناطق.
وكانت الحملة العسكرية التي أطلقها الجيش السوداني لاستعادة ود مدني قد انطلقت من ثلاثة محاور استراتيجية، حيث شمل الهجوم المحور الشرقي من مدينة الفاو بولاية القضارف، والمحور الجنوبي من ولاية سنار، والمحور الغربي من مدينة المناقل. وتمكنت هذه العمليات من تضييق الخناق على قوات الدعم السريع، مما أجبرها على الانسحاب، ليفتح المجال أمام الجيش السوداني لدخول المدينة اليوم، وصولًا إلى عمق ود مدني بعد عبور المحور الشرقي لجسر حنتوب.
وفي إطار العمليات العسكرية المستمرة، تمكن الجيش السوداني أيضًا من استعادة العديد من المدن والبلدات التي كانت تحت سيطرة الدعم السريع، وذلك بعد أن فرض الجيش حصارًا محكمًا على هذه القوات خلال الأيام الماضية. وفي شمال الخرطوم، تمكن الجيش من استعادة معظم الأحياء الشمالية من مدينة بحري، بما فيها الحلفايا وشمبات والكدرو، وهو ما يعزز موقف الجيش في المنطقة.
وفي سياق متصل، أكد مصدر عسكري لقناة “الجزيرة” أن الجيش السوداني استعاد سلسلة جبال البكاش الواقعة على بعد 70 كيلومترًا جنوب مدينة شندي، والتي كانت خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع. كما شهدت المعركة حول محيط مصفاة الجيلي للبترول معارك عنيفة، استخدم فيها الطرفان الطيران المسيّر والمدفعية الثقيلة.
وفي العاصمة الخرطوم، تستمر المعارك العنيفة وسط المدينة، حيث يسعى الجيش السوداني للسيطرة على منطقة المقرن التي تضم القصر الرئاسي. وتستمر الاشتباكات في هذه المنطقة الحيوية، مع استمرار الجيش في تقدمه نحو السيطرة الكاملة.
وبينما تواصل القوات المسلحة السودانية تقدمها في مختلف المحاور، أكدت القيادة العسكرية في بيانها على ضرورة تقديم الدعم اللوجستي والمالي لضمان استمرار العمليات العسكرية بكل كفاءة. وقد أشار البيان إلى أن استعادة مدينة ود مدني تمثل خطوة هامة في مسار العمليات العسكرية الهادفة إلى استعادة الأمن والاستقرار في البلاد.
