ي خطوة عاجلة، دعت السفارة الأمريكية في سوريا اليوم، السبت، المواطنين الأمريكيين إلى مغادرة البلاد “الآن” عبر وسائل النقل التجاري المتوفرة في العاصمة دمشق، في ظل الوضع الأمني المتقلب والمتصاعد. وقالت السفارة إن الأوضاع في سوريا لا تزال “غير قابلة للتوقع” مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين مختلف الأطراف المسلحة في جميع أنحاء البلاد.
وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، تأتي هذه الدعوة في وقت تحقق فيه قوات المعارضة تقدماً ملحوظاً ضد قوات الرئيس بشار الأسد، لاسيما قربها من مدينة حمص الاستراتيجية. وقد أشار التقرير إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، كان قد أجرى محادثات مع نظيره التركي يوم الجمعة حول آخر مستجدات الأزمة السورية، مؤكدًا على ضرورة حماية المدنيين، بما في ذلك الأقليات، داعياً إلى حل سياسي دائم لهذا الصراع الممتد منذ 13 عامًا.
في ذات السياق، دعت وزارة الخارجية الكندية رعاياها الموجودين في سوريا إلى مغادرتها بعد تدهور الوضع الأمني بشكل حاد، خاصة بعد أن سيطرت فصائل مسلحة على مناطق حلب وحماة وأجزاء من ريف حمص عقب انسحاب القوات السورية.
كما طالبت السفارة الروسية لدى دمشق رعاياها بسرعة مغادرة الأراضي السورية، بسبب تصاعد الأحداث بين الجيش السوري والفصائل المسلحة.
تحذيرات أردنية من مغبة الإقامة في سوريا
بدورها، دعت وزارة الخارجية الأردنية مواطنيها المتواجدين في سوريا إلى مغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن، وأعلنت عن استمرارها في التنسيق لإجلائهم وتأمين عودتهم بأسرع وقت. وأكد الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية، السفير سفيان القضاة، تشكيل خلية أزمة وطنية تضم مختلف الجهات المعنية للعمل على تأمين عودة المواطنين الأردنيين، مشيرًا إلى أن جميع المواطنين الأردنيين الموجودين في سوريا بخير، لكنه حثهم على اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر.
وأضاف السفير القضاة أنه سيتم تسهيل إجراءات العودة عبر السفارة الأردنية في دمشق، كما دعا المواطنين إلى التسجيل على الموقع الإلكتروني للسفارة وطلب المساعدة عبر الخطوط الساخنة. في هذا السياق، أعلن وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، عن إغلاق معبر جابر الحدودي مع سوريا، في خطوة تتعلق بالظروف الأمنية المتدهورة في جنوب سوريا، مع السماح بعودة الأردنيين والشاحنات إلى المملكة، بينما تم منع المغادرة إلى الأراضي السورية.
وشهدت سوريا منذ 27 نوفمبر الماضي – وفقاً لتقارير – سلسلة من الهجمات التي شنها تنظيمات وفصائل مسلحة، مستخدمة أحدث الأسلحة بما في ذلك الطائرات المسيرة، مما ساهم في تصعيد الأوضاع في مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة سورية، إضافة إلى مدينة حماة.