كوارث طبيعية متنقلة في الشرق الأوسط.. وخبير: مصر مُعرضة لـ«أعاصير»

حالة من النشاط الزلزالي والكوارث الطبيعية شهدتها منطقة الشرق الأوسط في 2023، فيما رأى رئيس قسم الزالازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية المصري أن بلاده بعيدة عن حزام الزلازل ولكنها قد تتعرض لأعاصير.

وبدأت موجة الكوارث الطبيعية هذا العام في تركيا، حين ضرب زلزال تركيا بقوة 7.8 مدينة غازي عنتاب في 6 فبراير ، لحقه زلزال آهر بقوة 7.5 ريختر ضرب بالقرب من ميدنة كهرمان مرعش.

وتعرض الشمال السوري لزلزال مدمر في فبراير الماضي، أسفر عن مقتل نحو 6000 آلاف شخص، إضافة إلى مئات المصابين، فضلا عن دمار هائل لحق بالبنية التحتية والمنشآت في الأراضي السورية

وفي 8 سبتمبر الماضي، ضرب زلزال بقوة 6 درجات المغرب  متسببا في انهيار 50 ألف منزل،  وتم تحديد مركز الزلزال بالقرب من جماعة إغيل على بعد 71.8 كم جنوب غرب مراكش، وعلى عمق 18.5 كم، نتيجة صدع مائل ضحل تحت سلسلة جبال أطلس الكبير، وخلف الزلزال أكثر من 2900 قتيل و5500 جريح معظمهم بأقاليم الحوز و‌تارودانت و‌شيشاوة.

وفي توقيت متزامن تسبب إعصار دانيال في حدوث فيضان في ليبيا، لتخلف هذه الكارثة آلاف الوفيات والمفقودين، بجانب الخسائر المادية، وفي الفترة من 27 ديسمبر  الماضي، سجلت مصر نحو 5 زلازل في أنحاء متفرقة، آخرها كان الإثنين 6 فبراير.

مصر بعيدة عن حزام الزلازل

وقال شريف الهادي، رئيس قسم الزالازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية المصري، في اتصال هاتفي مع «تايمز أوف ايجيبت»:« إن مصر بعيدة عن حزام الزلازل رغم أن هناك هزات أرضية بشكل تترواح ما بين 1.5 و2.3 درجة على مقياس ريختر، مؤكدا أن ذلك النشاط أمرا طبيعيا وليس مؤشرا عن وقوع زلزال كبير.

وأضاف الهادي،«هناك كوارث طبيعية يختلف نشاطها عن الزلازل مثل الأعاصير والتي قد تتعرض لها مصر كما حدث مع ليبيا»، مشيرا إلى أنها «لن تكون مؤثرة حيث أن الجنوب المصري لا يتسم بخروج أعاصير بعكس الشمال، فضلا عن أنه ليس هناك سدود بشمال مصر قد تسبب كارثة فيضانات، بينما قد يحدث سيول من تجاه البحر المتوسط كما حدث من قبل في الاسكندرية».

وأكد الهادي أن مواقع حدوث الزلازل القريبة من مصر، تكون في اليونان وإيطاليا والمغرب وإسبانيا وهناك فاصل بينهم وبين مصر في مياه البحر المتوسط والذي يشهد هزات أرضية تبلغ درجتها  4 ريختر، لافتا إلى أن «مصر تتعرض للارتدادات وتصبح ضعيفة كما حدث بعد زلزال تركيا في فبراير الماضي حيث تعرضت لمصر لعدة هزات أرضية دون تأثير قوي».

وتتوقع هيئة الأرصاد الجوية المصرية عودة عاصفة التنين إلى مصر خلال الأيام المقبلة من فصل الخريف. وتقول عضو المركز الإعلامي لهيئة الأرصاد الجوية، منار غانم، «الخريف يعد فصل التقلبات الجوية، ومن المتوقع أن تحدث عواصف جوية أخرى نتيجة الاحترار العالمي والتغيرات المناخية التي تتسبب في حدوث تطرف مناخي بشكل كبير».

ما هي عاصفة التنين؟

وبحسب خبراء الأرصاد، فعاصفة التنين، تحدث نتيجة التقاء منخفض ليبيا الحار القادم خلال فصل الخريف من الصحراء الكبرى، وما يتبعه من تقلبات جوية مختلفة، مع منخفض بارد قادم من جنوب أوروبا على البحر المتوسط، وهو ما يؤدي إلى انخفاض في درجات الحرارة، بالإضافة إلى تكاثر السحب العالية والمتوسطة التي تؤدي إلى سقوط الأمطار بكميات كبيرة، مما يترتب عليه عدد من الكوارث البيئية.

وتعرضت مصر عام 2020، لما يعرف إعلاميا بـ«عاصفة التنين»، إذ شهدت البلاد هطول أمطار غزيرة وصلت لحد السيول أحيانا، وصاحبها انخفاض ملحوظ فى درجات الحرارة ونشاط واضح للرياح. وتسببت وقتها عاصفة التنين في خسائر بشرية ومادية، وضربت أمطار رعدية وسيول القاهرة وعددًا من المحافظات، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية، في حين أغلقت الحكومة المدارس.