Times of Egypt

100 يوم من الأذى!

M.Adam
عبدالله عبدالسلام 

عبدالله عبدالسلام
«سنفوز كثيراً – حتى إنه سيُصيبكم الملل من الفوز – وتقولون: نرجوك، نرجوك. الفوز كثير جداً، ولم نعد نحتمل سيادة الرئيس. وسأقول لكم: لا، ليس كذلك. علينا أن نواصل، علينا أن نفوز كثيراً». هكذا أبلغ ترامب أنصاره عام 2016. كل شيء بالنسبة له – حتى لو كان تافهاً – معركة شخصية.. يجب أن يفوز بها. لا فارق بين سؤال جريء لصحفى، أو انتقاد من سياسي معارض، أو تصريح لزعيم أجنبي. بل إنه لا ينتظر إلى أن تتم مهاجمته. يسعى للانتقام، ويمارس قسوة غير مبررة.. في تعاملاته مع العالم. ولأن عقليته تميل إلى أسلوب رجال العصابات، فالعالم بالنسبة له «مجموعة لصوص»!
بعد 100 يوم من رئاسته الثانية، هل تحقق «مهرجان الفوز» الذي وعد به؟. من وجهة نظره، نعم، فلديه قدرة مذهلة على تحويل أي شيء.. إلى نصر شخصي. لكن الواقع على الأرض يقول العكس.
داخلياً، سياساته تسببت في فشل اقتصادي، وتباطؤ في النمو، وتدهور ثقة المستهلكين، وقلاقل في الأسواق. حتى رجال الأعمال.. الذين دعموه، انخفضت ثرواتهم نتيجة لذلك.
خارجياً، كان الفشل رفيقه أيضاً. ضغط قبل توليه الرئاسة.. من أجل وقف إطلاق النار في غزة، لكن نتنياهو انتهكه، وعاد للقتل والتدمير والتهجير، ومع ذلك لم يفعل شيئاً.
أوكرانيا أثبتت أنه كاذب كبير، يقول ما لا يعرف، ويتعهد بما لا يقدر عليه. قال إنه لو كان رئيساً عام 2022، لمنع نشوب الحرب، وأنه يمكن إنهاؤها في يوم واحد. الحرب مستمرة حتى الآن. تقريباً لن تجد دولة، إلا ونالها أذى منه.
من كندا للمكسيك، ثم إلى أوروبا وآسيا، وبقية الدول، كان عنوان المائة يوم الأساسي.. هو التعريفات الجمركية، التي قلبت العالم رأساً على عقب. عندما شعر بوطأة الكارثة على اقتصاد بلاده.. تراجع، لكنه أصر على مواصلة الحرب التجارية مع الصين. أدخل مستوى من الفوضى والدمار، يصعب على المؤرخين العثور على سوابق مثله. بالنسبة لخصومه، كل أسبوع من المائة يوم، كان عاما كاملاً، كما كتب دانا ميلبانك في صحيفة «واشنطن بوست». أبقاهم في حالة من عدم التوازن. غايته كانت إصابتهم بأكبر قدر من الأذى والضرر.
هل أحس الناخب الذي منحه صوته.. بالندم؟ بعض أنصاره، وكل من صوَتوا ضده.. أعربوا عن غضبهم من سياساته. في أحدث استطلاع، قال 59٪ من الأمريكيين إن أوضاعهم ساءت نتيجة قراراته. 69٪ تخوفوا من حدوث ركود اقتصادي العام المقبل. لكن ذلك لا يعني أن شعبيته في الحضيض. غالبية مؤيديه تضرروا، لكنهم يعتقدون – كما ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية – أن خصومهم (من الليبراليين والمهاجرين والأقليات)، تضرروا أكثر. مؤيدوه تأخذهم العزة بالإثم، ولا يريدون الاعتراف بخطأ انتخابه.. حتى لا يبدوا حمقى. لكن إلى متى سيواصلون عنادهم؟
في المائة يوم الأولى، أخذ ترامب العالم على حين غرة. بعض الدول ردت على أذاه، والبعض الآخر تمهَّل، وحاول الانتظار.. حتى تمر العاصفة. العاصفة متواصلة. أزماته الداخلية، وعدم قدرته على فرض إرادته على العالم، فرصة لتعامل جماعي جديد معه. الصمت ليس منجاة من الأذى.
نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة