Times of Egypt

.. ومن يضغط على نتنياهو؟!

M.Adam
عبدالله عبدالسلام 

عبدالله عبدالسلام

العالم كله يضغط على «حماس».. للقبول بخطة ترامب. غالبية الزعماء يطالبون أصدقاء الحركة والوسطاء.. بإقناعها بالموافقة، حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي. ترامب أعطاها إنذاراً (3 أو 4 أيام، وإلا واجهت الجحيم). 

ماذا عن نتنياهو؟ فور أن عاد إلى إسرائيل من واشنطن، تراجع عن بنود عديدة في الخطة، التي قال: «إننا وضعناها مع ترامب.. لإعادة جميع الأسرى». رئيس الوزراء الإسرائيلي – الذي أشاد زعماء كثيرون بموافقته – تعهد ببقاء جيش الاحتلال في معظم غزة، ورفض عودة السلطة الفلسطينية لحكم غزة.. بعد الفترة الانتقالية، رغم أن الخطة تتضمن عودتها، تمهيداً لمفاوضات مستقبلية.. تؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية. 

بالطبع، استبعد تماماً قيام هذه الدولة.

ماذا يبقى إذاً للفلسطينيين من مستقبل؟ نتنياهو استخدم نفوذه، وقام بتغييرات جوهرية على الخطة، وأهمها ربط الانسحاب الإسرائيلي.. بالتقدم في نزع سلاح حماس، ومنح إسرائيل حق الاعتراض على سير العملية؛ مما يعني بقاء الاحتلال إلى أجل غير مسمى.. بادعاء وجود تهديدات أمنية. 

الخشية أن تكون هذه هي الطريقة التي سيتم بها التنفيذ. كلما اعترض نتنياهو على شيء، جرت الاستجابة له.. دون اتهامه بإفشال الخطة. تاريخه في التلاعب بالإدارات الأمريكية – من أوباما إلى بايدن.. وصولاً إلى ترامب – معروف. تحدى الرؤساء الأمريكيين وأغضبهم، ثم حصل على ما يريد. منذ بدايات العدوان الهمجي على غزة، لم يستجب لمطالب كثيرة.. قدمتها إدارة بايدن، ومع ذلك واصلت تأييد العدوان. الخشية أنه – مع ترامب – ستزداد عمليات التلاعب أكثر، وربما تتم برضاء ترامب نفسه، الذي أعطاه كل الضمانات لكي يوافق على الخطة.

علينا ألا نأخذ تصريحات نتنياهو في واشنطن بجدية، لأنها ليست الحقيقة. كلامه في إسرائيل – وخاصة مع شركائه المتطرفين – الذي أفقد الخطة من مضمونها، هو ما يعتزم فعله. 

هل طالبته الإدارة الأمريكية بموقف حازم منهم، وأن يتوقف عن استرضائهم؟ 

نتنياهو لا يؤمن بالخطة.. رغم انحيازها الكامل لإسرائيل. لقد وافق عليها.. اعتقاداً منه أن حماس سترفضها، وبالتالي تعفيه من تحمل مسؤولية الرفض أمام العالم. المحلل السياسي الأمريكي ستيفين كولنسون.. يرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لديه مشاكل قانونية وقضائية شخصية (تتعلق باتهامات الفساد والرشوة)، وتنتظره تحقيقات مستقبلية موسعة.. بشأن ما جرى يوم 7 أكتوبر 2023، وما بعدها؛ مما يجعل إطالة أمد الحرب، مسألة تتعلق ببقائه السياسي.

هناك وسطاء عرب – بالإضافة إلى تركيا، وربما دول أخرى – يمارسون حالياً ضغوطاً على حماس. 

فمن هو الطرف الذي يمكنه أن يضغط على نتنياهو، ويطالبه بالالتزام ببنود الخطة.. المنحازة لإسرائيل، والتي أجرى تغييرات كثيرة عليها؟ 

في كل بند، سيجد منفذاً للتهرب من التنفيذ. ولأن الإدارة الأمريكية هي الحَكَم، وترامب هو رئيس مجلس سلام غزة؛ فلا يجب أن ننتظر ضغطاً أمريكياً، ولا حتى إبداء ملاحظات تجاه إسرائيل. 

يبقى أن يقوم بهذا الدور.. الجانب العربي والإسلامي، الذي تفاوض على الخطة.. دون وجود الفلسطينيين.

… مقابل كل خطوة تقوم بها حماس، مطلوب أن تنفذ إسرائيل التزاماتها. اعتبار الحركة الجهة الوحيدة – التي يمكنها إفشال الخطة – يبتعد كثيراً عن الواقع. 

نتنياهو لا يريدها، رغم موافقته عليها.

نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة