Times of Egypt

.. ومايكروسوفت تقتل أيضاً! 

M.Adam
عبدالله عبدالسلام 

عبدالله عبدالسلام

ما الفرق بين ماكدونالدز، وكنتاكي، وبرجر كينج، وهارديز، وكوكاكولا.. وغيرها من سلاسل المطاعم السريعة، وبين مايكروسوفت؟ 

الجميع يدعمون إسرائيل.. بالأموال والدعاية. لكن مايكروسوفت – إحدى أكبر شركات التكنولوجيا الأمريكية العالمية – تساهم في قتل الفلسطينيين. وبينما يتركز الغضب العربي الشعبي على ماكدونالدز وأمثاله، تبقى مايكروسوفت.. شبه محمية من الانتقادات، والفضح، والعقاب.

قبل يومين، كشف تحقيق استقصائي ممتاز، قامت به صحيفة «الغارديان» مع مجلة إسرائيلية فلسطينية وموقع إخباري، أن مايكروسوفت تقوم بتخزين معلومات استخباراتية سرية.. تضم ملايين الملايين من المكالمات التليفونية للمواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، وأن إسرائيل استخدمت تلك المكالمات.. في حربها الهمجية الحالية على القطاع. 

تعودت إسرائيل التجسس بشكل دائم.. على كل صغيرة وكبيرة في حياة الفلسطينيين، لكن التجسس على المكالمات كان يتم بشكل انتقائي، أي مجموعات محددة من الفلسطينيين أو منطقة معينة. قيادة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قررت التنصت على جميع المكالمات.. التي يجريها الفلسطينيون. ولأن هذا المشروع يعبر عنه شعار: مليون مكالمة في الساعة، يتطلب قوة تخزينية هائلة، لا تتوافر لدى الاحتلال، تم الاتفاق – عام 2021 – بين الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت وقائد وحدة المراقبة العسكرية الإسرائيلية.. على نقل كميات هائلة من مواد استخباراتية سرية، بينها مكالمات الفلسطينيين التليفونية، إلى منصة أزور السحابية التابعة للشركة، والتي توفر سعة تخزينية لا نهاية لها.

إسرائيل استخدمت هذه المعلومات.. في حربها على غزة، بل إن غارات جوية قاتلة تمت اعتماداً عليها. ليس هذا فقط. الاستخدام الأكبر.. كان في الضفة الغربية؛ حيث جرى – بناءاً على تلك المكالمات – ابتزاز الفلسطينيين، أو احتجازهم، أو حتى تبرير قتلهم.. بعد وقوعه. التحقيق الاستقصائي نقل عن مصدر قوله: «عندما يحتاجون إلى اعتقال شخص، ولا يوجد سبب كاف للقيام بذلك، يستخدمون هذه المكالمات كدليل». بالطبع حاولت الشركة الأمريكية التملص من الاتهام، مرة بالقول إنها «لم تكن تعرف محتوى هذه المعلومات»، أو بالادعاء أن المراجعة التي تمت، «لم تجد أي دليل حتى الآن على استخدام أزور أو منتجات الذكاء الاصطناعي التابعة لها، في استهداف أو إيذاء الأشخاص في غزة».

في يناير الماضي، نشرت «الغارديان» الجزء الأول من هذا التحقيق، وكشفت فيه أن اعتماد قوات الاحتلال على تقنيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي لمايكروسوفت.. زاد بشكل كبير، خلال المراحل الأشد قتلاً وتدميراً من العدوان على غزة. لم تتحرك مؤسسة عربية، ولم يركز الإعلام على هذا الدور الخطير. ظلت الشركة بمنأى عن الغضب الشعبي العربي، الذي ينظر إليها فقط على أنها رائدة من رواد التكنولوجيا، بينما الهجوم والغضب والمقاطعة استهدف كوكاكولا وماكدونالدز وغيرهما.

مايكروسوفت ليست وحدها في قطاع التكنولوجيا.. التي تدعم إسرائيل بهذا الأسلوب القاتل. بالتأكيد هناك شركات كبرى أخرى، لكن الصحافة الغربية لم تكشف إلا القليل عن ذلك. ورغم أنه جرى ضبط مايكروسوفت بالجُرم المشهود، إلا أن التعاون العربي معها سيستمر.. على الأرجح، وستمر العاصفة، كما حدث قبل شهور. 

بالتأكيد، لا يمكن توقع مقاطعتها، أو التوجه لشركات صينية ويابانية. إنها الازدواجية العربية في التعامل.

نقلاً عن «المصري اليوم»

شارك هذه المقالة