من المقرر أن يلتقي أعضاء في الكونجرس الأمريكي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مبنى الكابيتول اليوم الأربعاء في اليوم الثاني من زيارته للولايات المتحدة والتي تهدف إلى الترويج لعلاقات اقتصادية وأمنية أقوى من أي وقت مضى مع واشنطن مع غض الطرف عن سجله في مجال حقوق الإنسان.
واستقبل الرئيس دونالد ترامب ولي العهد بحفاوة بالغة في البيت الأبيض أمس الثلاثاء ودافع عنه أمام الاتهامات المتعلقة بمقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 على يد عملاء سعوديين. وخلصت أجهزة المخابرات الأمريكية إلى أنه وافق على احتجاز أو قتل الصحفي الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة واشنطن بوست.
ووفقا لمسؤول بالبيت الأبيض حضر عدد من أعضاء الكونجرس الجمهوريين، بمن فيهم رئيس مجلس النواب مايك جونسون، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ جيم ريش ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب برايان ماست، مأدبة عشاء رسمية في البيت الأبيض على شرف الأمير السعودي أمس الثلاثاء.
وبعد أن اعتُبر منبوذا في أعقاب عملية القتل، حظيت إعادة تقديم ولي العهد للساحة العالمية بدعم كامل هذا الأسبوع. ومن الأمثلة على ذلك جلوس وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على بُعد خطوات قليلة من الأمير محمد خلال اجتماع المكتب البيضاوي، حيث كرر ترامب القول إنه “لشرف” أن نكون أصدقاء للزعيم السعودي.
ويمثل ذلك تحولا كبيرا عن نظرة واشنطن لولي العهد خلال فترة ولاية ترامب الأولى، حين غضب أعضاء بالكونجرس من دور الرياض في حرب اليمن وسجلها في حقوق الإنسان، الذي زاده سوءا قتل خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا.
وقال روبيو آنذاك “إنه متهور وقاس وينزع إلى التصعيد والمجازفة كثيرا، ويتبنى نهجا تصادميا في سياسته الخارجية، وأعتقد أنه على استعداد متزايد لاختبار ما يمكن أن يمر دون مساءلة في علاقته مع الولايات المتحدة”.
ونفى ولي العهد إصداره الأمر بالعملية، لكنه أقر بمسؤوليته بصفته الحاكم الفعلي للمملكة.
وفي عام 2019، وافق الكونجرس على قرار يطالب بإنهاء الدعم العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن، لكن الأصوات لم تكن كافية لتجاوز حق النقض الذي استخدمه ترامب.
* استقبال خافت
ورغم أن ما تبقى في الذاكرة عن تلك الفترة ربما يكون قد تلاشى، فإن استقبال ولي العهد في مبنى الكابيتول اليوم الأربعاء كان على الأرجح بحفاوة أقل من تلك التي حظي بها زعماء آخرون.
ووصل ولي العهد إلى مبنى الكابيتول صباح اليوم الأربعاء، حيث أفاد مساعدو الكونجرس أن جونسون أقام له حفل استقبال حضره بعض أعضاء الكونجرس الديمقراطيين والجمهوريين.
لم يُعلن عن الاجتماع، ولم يرد مكتب رئيس مجلس النواب بعد على طلب للتعليق.
ولم يخطط جونسون ولا زعيم مجلس الشيوخ الجمهوري جون ثون لأي تغطية صحفية تشمل التقاط الصور والتصريحات الموجزة، وهو ما يحدث عادة عندما يزور زعماء العالم مبنى الكابيتول.
وانتقد عدد قليل من النواب ولي العهد هذه المرة.
وهاجم السناتور تيم كين من ولاية فرجينيا، حيث كان يعيش خاشقجي، ترامب بشدة بعد اجتماعه في المكتب البيضاوي مع الأمير محمد.
وقال كين في بيان “بدلا من بسط السجادة الحمراء لمحمد بن سلمان واستغلال منصب الرئاسة لإبرام صفقات فندقية خاصة، كان على ترامب أن يُطالب بالمحاسبة نيابة عن عائلة خاشقجي المقيمة في فرجينيا، وأن يضغط على السعودية لتعزيز المصالح الأمنية الأمريكية. للأسف، هذا ليس سوى أحدث مثال على تقديم ترامب لمصالحه المالية الشخصية على مصلحة الشعب الأمريكي”.
ووافق ولي العهد خلال الاجتماع مع ترامب على زيادة استثمارات المملكة في الولايات المتحدة من 600 مليار دولار إلى تريليون دولار، وسيحضر أيضا منتدى للاستثمار في واشنطن اليوم الأربعاء يضم رؤساء تنفيذيين لشركات أمريكية كبرى. وأعلن الزعيمان أيضا عن اتفاقيات جديدة تشمل مبيعات أسلحة والتعاون النووي المدني والذكاء الاصطناعي بعد الاجتماع.
وعبرت السناتور جين شاهين من نيوهامبشير، وهي كبيرة الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية، عن قلقها إزاء بعض المبادرات التي أُعلن عنها خلال زيارة ولي العهد السعودي، ودعت ترامب وإدارته إلى إطلاع اللجنة على جميع الالتزامات.