أكدت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أن قطاع الدواجن في مصر يحظى باهتمام كبير من الدولة، باعتباره أحد الأعمدة الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي وتوفير البروتين الحيواني للمواطنين. وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أن صناعة الدواجن تشهد تطورًا ملحوظًا ونموًا مستدامًا، وهو ما انعكس في قدرتها على تلبية الطلب المتزايد خلال شهر رمضان دون حدوث أي عجز في السوق أو ارتفاع كبير في الأسعار.
وأشار أحمد إبراهيم، المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة، إلى أن القطاع تمكن من الوفاء بالاحتياجات المتزايدة من الدواجن خلال موسم رمضان، الذي يشهد سنويًا ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الاستهلاك نتيجة الموائد الرمضانية والاحتفالات والعزائم، إلى جانب الدعم الإنساني الذي قدمته الدولة المصرية لقطاع غزة، والذي شمل كميات كبيرة من السلع الغذائية، ومنها الدواجن، مما زاد من حجم الطلب.
وأضاف إبراهيم أن الدولة حرصت على الاستعداد المبكر لهذا الموسم من خلال دعم المربين وتوفير مستلزمات الإنتاج، وتقديم التسهيلات الفنية واللوجستية والمالية لضمان استقرار الأسواق وتوافر المنتج بأسعار مناسبة. وأكد أن توجيهات السيد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور مصطفى الصياد، نائب الوزير، ركزت على تعزيز الاستثمارات في قطاع الدواجن لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض، مع ضمان جودة المنتج وسلامته.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بالوزارة، إن صناعة الدواجن سجلت خلال العام المالي 2024/2025 تطورًا لافتًا، تمثل في زيادة أعداد مزارع الدواجن، وارتفاع إنتاجية فراخ التسمين وبيض المائدة، نتيجة نجاح الدولة في تدبير العملة الأجنبية اللازمة لاستيراد جدود وأمهات الدواجن، ما ساعد على تعزيز الطاقة الإنتاجية للمزارع المحلية.
كما أشار إلى أن واردات مصر من الذرة والصويا ومكونات الأعلاف شهدت ارتفاعًا ملحوظًا لتواكب التوسع في تربية الدواجن، بالتوازي مع زيادة أعداد مصانع الأعلاف، وتسجيل مخاليط جديدة، إلى جانب إقبال المربين على إدخال دورات جديدة من القطعان المنتجة سواء لفراخ التسمين أو البيض.
ولفت سليمان إلى أن الدولة تعمل على تطوير الصناعة من خلال حزمة من الإجراءات، أبرزها إعفاء مزارع الدواجن من الضريبة العقارية، وإعفاء خامات الأعلاف المستوردة من ضريبة القيمة المضافة، ما يخفف الأعباء المالية عن المنتجين. كما توفر الوزارة تسهيلات ائتمانية ميسّرة لصغار المربين لتطوير عنابر التربية وتحويلها من النظام المفتوح إلى المغلق، بما يسهم في رفع الكفاءة الإنتاجية وتحسين العائد الاقتصادي.
وتقوم الهيئة العامة للخدمات البيطرية بتوفير الإشراف البيطري المنتظم على المزارع، وتنفيذ مسوحات وفحوصات دورية لمتابعة الحالة الصحية للقطعان والوقاية من الأمراض، في حين شهد قطاع الأعلاف تطورًا ملحوظًا، مع التوسع في إنتاج أعلاف متوازنة تراعي المواصفات القياسية وتساعد على تقليل تكاليف الإنتاج ورفع معدلات النمو.
كما أكد سليمان أن الوزارة تواصل العمل على تأمين احتياجات السوق من الأمصال واللقاحات البيطرية، وتوفيرها بكميات مناسبة، مع التوسع في فتح آفاق جديدة للاستثمار الداجني في مناطق الظهير الصحراوي، من خلال مشروعات متكاملة تتيح فرص نمو كبيرة لهذا القطاع الحيوي.
وشددت وزارة الزراعة على أن قطاع الدواجن في مصر بات أحد القطاعات القادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من البروتين الحيواني، ويبلغ حجم إنتاجه أكثر من 1.5 مليار دجاجة، و14 مليار بيضة سنويًا، كما يوفر نحو 3.5 مليون فرصة عمل، مؤكدة أن الدولة ماضية في دعم هذا القطاع بكل السبل الممكنة لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق فائض تصديري.