استقبل الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، اليوم الأحد، مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشئون العربية والشرق الأوسط، والمستشار رفيع المستوى للشئون الأفريقية، في أول زيارة رسمية له إلى مصر.
شراكة ممتدة وتعاون وثيق
وخلال اللقاء، أعرب الوزير عبد العاطي عن ترحيبه بالمسؤول الأمريكي، مشيدًا بالشراكة الاستراتيجية الراسخة التي تربط مصر بالولايات المتحدة منذ أكثر من أربعة عقود، مؤكداً أهمية مواصلة العمل مع الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب لتعزيز التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
قضايا أفريقية على الطاولة
تناول اللقاء تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية في القارة الأفريقية، خاصةً ما يتعلق بالأوضاع في السودان، القرن الأفريقي، ليبيا، وشرق الكونغو الديمقراطية. واستعرض الوزير عبد العاطي الدور الذي تلعبه مصر في دعم الأمن والاستقرار في هذه المناطق، مشيراً إلى حرص مصر على تمكين مؤسسات الدولة الوطنية وتعزيز التنمية وإعادة الإعمار ما بعد النزاعات.
كما سلّط الضوء على الدور الفعّال للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وكذلك الوكالة المصرية لضمان الصادرات والاستثمار في أفريقيا التي تم تدشينها برأسمال 600 مليون دولار، إلى جانب تخصيص 100 مليون دولار لمشروعات تنموية في دول حوض النيل الجنوبي.
آفاق جديدة للتعاون الثلاثي في أفريقيا
ناقش الجانبان فرص التعاون الثلاثي بين مصر والولايات المتحدة في أفريقيا، استناداً إلى التوافق في الأهداف الخاصة بدعم السلام والتنمية وتسوية النزاعات بالوسائل السلمية، بما يتماشى مع توجهات الإدارة الأمريكية الحالية.
تعزيز العلاقات الاقتصادية
وفي الشأن الاقتصادي، أكد وزير الخارجية على ما حققته مصر من خطوات ملموسة في مسار الإصلاح الاقتصادي، مشيراً إلى الفرص الاستثمارية المتاحة أمام الشركات الأمريكية، خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتي تمثل بيئة محفزة للاستثمار في مجالات اللوجستيات والطاقة والتصنيع.
كما ناقش اللقاء الترتيبات الجارية لعقد المنتدى الاقتصادي المصري الأمريكي المرتقب في القاهرة، والذي من المقرر أن تشارك فيه كبرى الشركات الأمريكية، بالتنسيق مع غرفة التجارة الأمريكية في واشنطن.
الملف الليبي: موقف مصري ثابت
استعرض الوزير عبد العاطي تطورات المشهد الليبي، مجدداً التأكيد على ثوابت الموقف المصري الداعي إلى الحفاظ على وحدة واستقرار ليبيا، ودعم المؤسسات الشرعية، وضرورة توحيد المؤسسات السيادية، مع التأكيد على ضرورة إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة، ورفض أي تواجد عسكري غير شرعي.
موقف داعم للبنان واستقرار سوريا
كما تم بحث آخر التطورات في لبنان، حيث شدد الوزير على دعم مصر الكامل للدولة اللبنانية ومؤسساتها، ورفض المساس بسيادتها، مع التأكيد على ضرورة تطبيق القرار 1701 كاملاً من قبل جميع الأطراف.
وبخصوص سوريا، أكد عبد العاطي موقف مصر الثابت تجاه دعم الشعب السوري، والحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية، مشدداً على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة تضم كافة الأطراف السورية لإنهاء الأزمة.
من جانبه، ثمّن مسعد بولس العلاقات المتميزة بين مصر والولايات المتحدة، مشيداً بالدور المحوري الذي تلعبه القاهرة في إرساء دعائم الاستقرار في أفريقيا والشرق الأوسط، مؤكداً تطلع بلاده إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع مصر خلال المرحلة المقبلة.
