أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي من بيروت الأربعاء أن بلاده تبذل جهودا حثيثة لتجنيب لبنان مخاطر أي تصعيد اسرائيلي محتمل، على وقع ضغوط أميركية واسرائيلية تواجهها السلطات اللبنانية لتسريع عملية نزع سلاح حزب الله.
ويخشى مسؤولون لبنانيون من اتساع نطاق التصعيد، في وقت يدخل وقف اطلاق النار الذي أنهى حربا مدمرة بين حزب الله واسرائيل عامه الثاني الخميس، من دون أن توقف الأخيرة ضرباتها او تسحب قواتها من نقاط تقدمت اليها خلال الحرب.
وفي مؤتمر صحافي عقب لقائه الرئيس جوزيف عون، قال عبد العاطي: “نخشى من أي احتمالات تصعيد ونخشى على أمن واستقرار لبنان، ولذلك لن نتوقف عن بذل اي جهد للعمل على تجنيب لبنان أي ويلات وأي مخاطر للتصعيد”.
وتابع “نقوم بجهد مكثف لتجنيب لبنان أي مخاطر أو أي ميول عدوانية ضد أمنه وسلامته”.
ونقل عبد العاطي الى عون توجيهات نظيره المصري عبد الفتاح السيسي “بتقديم مصر لكل سبل الدعم والمساعدة وتسخير شبكة العلاقات المصرية مع كل الاطراف الاقليمية والدولية المهمة والفاعلة من اجل دعم التهدئة ودعم تنفيذ اتفاق وقف الاعمال العدائية.. والعمل على نزع فتيل أي تصعيد محتمل”.
وكثفت اسرائيل في الأسابيع الأخيرة وتيرة ضرباتها، التي تقول إن هدفها منع حزب الله الذي أضعفته الحرب الأخيرة من إعادة بناء قدراته العسكرية.
وأسفرت غارة شنتها الأحد على ضاحية بيروت الجنوبية عن مقتل القائد العسكري لحزب الله هيثم الطباطبائي وأربعة عناصر آخرين، في ضربة تعد الأبرز منذ سريان وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر.
ويتزامن التصعيد الإسرائيلي مع ضغوط أميركية متزايدة على الجيش اللبناني من أجل تسريع عملية تجريد الحزب من سلاحه، بموجب وقف إطلاق النار.
ونصّ الاتفاق، بوساطة أميركية، على وقف العمليات العسكرية وانسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا من الحدود، وتفكيك بنيته العسكرية وأسلحته.
وقرّرت الحكومة اللبنانية في الخامس من آب/أغسطس، نزع سلاح حزب الله. وشرع الجيش بدءا من ايلول/سبتمبر في تفكيك بنى الحزب العسكرية وفق خطة وضعها، فيما رفض حزب الله تسليم سلاحه واصفا قرار الحكومة بانه “خطيئة”.
وشدد عون في خطاب الاستقلال الجمعة على أن حصر السلاح بيد الدولة “حتمي”، مقترحا مبادرة من نقاط عدة لخفض التصعيد، بينها “استعداد الدولة لتكليف اللجنة الخماسية التأكد في منطقة جنوب الليطاني من سيطرة القوى المسلحة اللبنانية وحدها وبسط سلطتها بقواها الذاتية”، في إشارة إلى لجنة مراقبة وقف إطلاق النار التي تضم الى فرنسا والولايات المتحدة وقوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) ممثلين للجيشين الاسرائيلي واللبناني.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية الاسبوع الماضي، مقتل أكثر من 330 شخصا في لبنان وإصابة 945 منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.