Times of Egypt

وزيرا التعليم في مصر وفلسطين يبحثان آليات دعم العملية التعليمية للفلسطينيين

M.Adam

استقبل الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، نظيره الفلسطيني الدكتور أمجد برهم، وزير التربية والتعليم العالي، اليوم الثلاثاء، لبحث سبل وآليات التعاون بين البلدين في دعم العملية التعليمية للطلاب الفلسطينيين، خاصة في ظل التحديات التي تواجههم نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

الاجتماع الذي عُقد بمقر الوزارة بالقاهرة، حضره السفير دياب اللوح، سفير دولة فلسطين لدى مصر، إلى جانب عدد من المستشارين والمسؤولين من الجانبين، من بينهم الدكتورة هانم أحمد، مستشار الوزير للعلاقات الدولية، وعدد من مسؤولي التعاون الدولي بالوزارة.

وفي كلمته الترحيبية، أكد الوزير محمد عبد اللطيف أن العلاقة بين مصر وفلسطين “لم تكن يوماً مجرد علاقة سياسية أو دبلوماسية، بل هي علاقة أخوة ومصير مشترك”، مشددًا على أن مصر تدعم الشعب الفلسطيني “قلباً وقالباً”، وستظل سنداً له، لا سيما في قطاع التعليم، لما يمثله من ركيزة أساسية للنهوض وبناء المستقبل رغم الأزمات.

من جانبه، عبّر الوزير الفلسطيني الدكتور أمجد برهم عن تقديره العميق للدور المصري التاريخي والمستمر في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، قائلاً: “ما تقدمه مصر ليس غريباً علينا، نشعر دائماً هنا أننا بين أهلنا”، مشيرًا إلى أن التعليم في فلسطين ليس مجرد حق، بل هو وسيلة للمقاومة والصمود في وجه الاحتلال.

وخلال اللقاء، قدّم الوزير الفلسطيني صورة مؤلمة لحجم الدمار الذي خلفه العدوان الأخير على قطاع غزة، موضحًا أن 95% من مدارس القطاع تعرضت للتدمير، منها 293 مدرسة خرجت من الخدمة، إلى جانب تدمير نحو 85% من مباني الجامعات. وأشار إلى أن أكثر من 720 ألف طالب وطالبة تأثروا مباشرة، بينهم 700 ألف حُرموا من حقهم في التعليم، في حين انقطع 20 ألف طالب مدرسي و4,500 طالب جامعي تمامًا عن الدراسة خلال الحرب.

ورغم هذا الدمار، أكد الدكتور برهم أن وزارة التعليم الفلسطينية تمكنت من إعادة تشغيل العملية التعليمية عبر التعليم الإلكتروني، من خلال إنشاء مدارس افتراضية ومراكز تعليمية، رغم الصعوبات الكبيرة التي فرضها النزوح المتكرر وتدمير البنية التحتية.

وطالب الوزير الفلسطيني بتوسيع آفاق التعاون مع مصر، خاصة في مجالات التعليم الإلكتروني والثانوي والفني، مشيدًا بدور مصر في تنظيم امتحانات الثانوية العامة للطلبة الفلسطينيين في مصر العام الماضي، حيث تقدم لها أكثر من 1350 طالباً وطالبة في المدارس الحكومية المصرية. وأعرب عن أمله في تكرار التجربة هذا العام، إذ يُتوقع أن يصل عدد المتقدمين للامتحانات إلى نحو 1900 طالب وطالبة.

وفي هذا السياق، ناقش الجانبان إمكانية إنشاء مراكز تعليمية جديدة لدعم التعليم الإلكتروني للفلسطينيين، خاصة في المواد الأساسية مثل الرياضيات والعلوم واللغات، وتفعيل مساهمة المعلمين الفلسطينيين المقيمين في مصر بتقديم دروس تعليمية لأبناء وطنهم داخل وخارج فلسطين.

واختتم اللقاء بتأكيد الوزير محمد عبد اللطيف على التزام مصر الكامل بدعم التعليم الفلسطيني، والاستعداد لتقديم كل سبل الدعم لتعزيز قدرات النظام التعليمي الفلسطيني في ظل التحديات الحالية، من أجل ضمان حق الطلبة الفلسطينيين في الحصول على تعليم جيد ومستدام، قائلاً: “نحن شركاء في هذا المصير، والتعليم هو سلاحنا المشترك لبناء المستقبل”.

شارك هذه المقالة