عقد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، اليوم السبت، اجتماعًا مع الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، لمناقشة آليات الاستفادة من المخلفات الزراعية والحيوانية، بحضور عدد من المسؤولين والخبراء من الوزارتين، من بينهم المهندس مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة، والدكتور حسام شوقي، رئيس مركز بحوث الصحراء، إلى جانب قيادات في قطاع الثروة الحيوانية والداجنة، والإرشاد الزراعي، وجهاز تنظيم إدارة المخلفات.
التوسع في إعادة تدوير المخلفات الزراعية
رحب وزير الزراعة بالتعاون القائم بين الوزارتين، مشيدًا بنجاح منظومة جمع وتدوير قش الأرز، ومؤكدًا على أهمية توسيع نطاق التجربة لتشمل كافة المتبقيات الزراعية، بما يسهم في الحد من التلوث البيئي وتحقيق عوائد اقتصادية للمزارعين والمربين، فضلًا عن خلق فرص عمل جديدة، واستخدام المخلفات في إنتاج الأعلاف والأسمدة العضوية والطاقة الحيوية. كما وجه الوزير بسرعة تذليل العقبات أمام تعزيز التعاون مع وزارة البيئة، داعيًا المستثمرين للدخول في هذا المجال، مشددًا على أن المخلفات الزراعية ثروة وطنية يجب استغلالها لتقليل فاتورة استيراد الأعلاف.
تعزيز التكامل بين الوزارات
من جهتها، أكدت وزيرة البيئة أن المشروع يأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية لتعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية في صناعة الأعلاف، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مشيرة إلى أن مصر تمتلك كميات ضخمة من المتبقيات الزراعية يمكن استغلالها بفعالية. وأضافت أن الحكومة تعمل على توفير المعدات ووسائل النقل الاقتصادية لدعم هذه الصناعة، وذلك عبر تنسيق مشترك بين الوزارات المعنية.
وأوضحت الوزيرة أن الجهود الحكومية في هذا الملف شملت التطوير التشريعي والتنظيمي، حيث تم إصدار قانون تنظيم إدارة المخلفات رقم 202 لسنة 2020، والاستراتيجية الوطنية للمتبقيات الزراعية عام 2019، إلى جانب إصدار التعريفة المغذية لإنتاج الكهرباء من المخلفات، وتنفيذ حملات توعية بأهمية إعادة تدوير المتبقيات الزراعية للحد من التلوث البيئي والمخاطر الصحية المرتبطة بها.
مشاريع استثمارية واعدة
تم خلال الاجتماع استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في هذا المجال، حيث تم عرض مشروع إنشاء مصنع لتدوير مخلفات جريد النخيل في الوادي الجديد لإنتاج الأخشاب، باستثمارات تُقدّر بنحو 70 مليون يورو. كما تمت مناقشة مشروعات أخرى مثل إنتاج زيوت من بذور التين الشوكي، وإنتاج السيليكا غير المتبلورة من قش الأرز، إضافة إلى آليات إنتاج الأعلاف غير التقليدية من المخلفات الزراعية.
وخلص الاجتماع إلى ضرورة الإسراع في إعداد دراسة جدوى فنية واقتصادية لهذه المشروعات، بالاستعانة بخبراء في مجال الزراعة والإنتاج الحيواني، بالتعاون مع المركز القومي للبحوث، تمهيدًا لعرضها على المستثمرين والجهات المعنية لمناقشتها وتنفيذها، بما يحقق رؤية الدولة في التوسع في إنتاج الأعلاف من المخلفات الزراعية، وتحقيق التنمية المستدامة.