تستعد وزارة النقل لتشغيل المرحلة الأولى من مشروع الأتوبيس الترددي السريع “BRT” حول القاهرة الكبرى خلال الفترة المقبلة، وسط آمال بأن يمثل هذا المشروع نقلة نوعية في منظومة النقل الجماعي الحضاري، ووسيلة صديقة للبيئة تُسهم في تخفيف الزحام وتحقيق الانضباط المروري على الطريق الدائري.
وبحسب بيان صادر عن وزارة النقل، فإن المشروع يُعد من أكبر مشروعات النقل الذكي الجماعي المستدام، ويجري تنفيذه على ثلاث مراحل بطول إجمالي يبلغ 110 كيلومترات، تتضمن 48 محطة، بالإضافة إلى مواقف للأتوبيسات، ومحطة شحن رئيسية، وثلاث محطات شحن فرعية. ومن المقرر أن يتم تشغيل 100 أتوبيس كهربائي مكيف خلال المرحلتين الأولى والثانية، بمتوسط سعة 66 راكبًا لكل أتوبيس، وهو ما يعادل خمسة ميكروباصات تقريبًا، وبقدرة استيعابية تصل إلى 3200 راكب في الساعة بالاتجاهين.
14 محطة بالمرحلة الأولى
المرحلة الأولى من المشروع تمتد على مسافة 35 كيلومترًا، من محطة “أكاديمية الشرطة” شرق القاهرة حتى محطة تقاطع الطريق الدائري مع طريق “الإسكندرية الزراعي”، وتضم 14 محطة سطحية، تم تجهيز كل منها بممرات مشاة علوية أو أنفاق لتأمين حركة الركاب.
وتبدأ هذه المحطات من محطة “الإسكندرية الزراعي”، والتي تُعد نقطة ربط هامة للقادمين من بنها وطوخ وقليوب، وتمر بعدد من المناطق الحيوية مثل الشرقاوية (محطة العقيد أحمد عبد الرحيم)، شبرا بنها، بهتيم، مسطرد، الخصوص، المرج، القلج، مؤسسة الزكاة، الفريق إبراهيم عرابي، السلام، ومحطة عدلي منصور، التي تُعد نموذجًا متطورًا لمحطة متكاملة تتبادل الخدمة مع مترو الأنفاق والقطار الكهربائي الخفيف LRT والسكة الحديد. كما تشمل المرحلة محطة “طريق السويس” التي تخدم مناطق الماظة، مدينة نصر، والتجمع الأول، وتنتهي بمحطة “أكاديمية الشرطة”، التي تخدم منطقة الزهراء والتجمع ومدينة نصر.
وسيلة ذكية وصديقة للبيئة
وزارة النقل أوضحت أن المشروع سيُسهم بشكل كبير في دعم التحول نحو وسائل النقل الجماعي المستدام، حيث تم تصميم الأتوبيسات لتكون كهربائية بالكامل، ما يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن عوادم السيارات، ويعزز جهود الدولة في الحفاظ على البيئة وتحسين جودة الهواء.
وتخطط الوزارة لتقليل زمن التقاطر بين الأتوبيسات ليصل إلى 3 دقائق، بواقع 20 أتوبيسًا في الساعة، على أن ينخفض زمن التقاطر إلى دقيقة ونصف فقط في ساعات الذروة، بما يضمن تقديم خدمة عالية الكفاءة للمواطنين.
ربط ذكي بين أطراف العاصمة
ومن أبرز مزايا المشروع أنه يربط شرق القاهرة بغربها بطريقة مباشرة وسريعة وآمنة، كما يعزز التكامل مع وسائل النقل الأخرى، حيث يتقاطع مع الخط الأول لمترو الأنفاق عند محطتي الزهراء والمرج، ومع الخط الثالث في محطتي عدلي منصور وإمبابة، كما يرتبط بالقطار الكهربائي الخفيف LRT من خلال محطة عدلي منصور.
ويمر المشروع بعدد من المحاور المرورية المهمة، من بينها تقاطع طريق القاهرة – السويس، ومحور المرج – الخانكة، وطريق شبرا – بنها، وطريق بلبيس، ويصل حتى محور المريوطية بمحافظة الجيزة في مراحله التالية، التي تشمل الوصول إلى محطة المتحف المصري الكبير، وطريق الإسكندرية الصحراوي.
وفي إطار توجيهات القيادة السياسية بتوطين الصناعات الاستراتيجية في مصر، تم تصنيع الأتوبيسات الكهربائية المشاركة في مشروع “BRT” محليًا بالكامل، دون استيراد أي مركبات من الخارج، في خطوة تهدف إلى تعزيز الصناعة الوطنية وتحويل مصر إلى مركز إقليمي لصناعة وسائل النقل.
مشروع استراتيجي لمستقبل النقل في مصر
يُنظر إلى مشروع الأتوبيس الترددي السريع BRT على أنه أحد الشرايين الجديدة التي تدعم شبكة النقل الجماعي في القاهرة الكبرى، ويعزز من تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، ويدعم الانتقال إلى وسائط نقل جماعي متطورة، آمنة، وموفرة للطاقة.
وتؤكد وزارة النقل أن المشروع سيُحدث نقلة كبيرة في حركة تنقل المواطنين عبر الطريق الدائري، ويسهم في خفض معدلات التكدس، ويوفر وسيلة نقل عصرية بتكلفة منخفضة مقارنة بوسائل النقل الفردي، ما يدعم خطط الدولة في تحسين جودة الحياة الحضرية، وتحقيق الاستدامة في قطاع النقل والمواصلات.
