تجري كييف وواشنطن مفاوضات مكثفة بشأن اتفاق يتعلق بالمعادن الاستراتيجية الأوكرانية، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى الحصول على هذه الموارد مقابل استمرار دعمها العسكري والمالي لكييف في مواجهة موسكو.
وكشف مسؤول أوكراني، رفض الكشف عن اسمه، أن بلاده رفضت في البداية مقترحًا أميركيًا بهذا الشأن، ما أثار استياء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لكنه أكد في تصريحات لوكالة فرانس برس أن المحادثات لا تزال مستمرة، مشيرًا إلى أن كييف أرسلت مسودة جديدة للاتفاق أمس، وتنتظر ردًا من الجانب الأميركي.
واشنطن تمارس ضغوطًا للوصول إلى الموارد الأوكرانية
من جهته، شدد مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، على ضرورة أن يعود الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق يمنح واشنطن حق الوصول إلى المعادن الحيوية في أوكرانيا.
وطرح والتز مقترحًا يرى أن منح الولايات المتحدة حق استخراج المعادن النادرة في أوكرانيا يمكن أن يكون تعويضًا عن الدعم العسكري والمالي الذي قدمته واشنطن لكييف منذ بداية الحرب. وقال: “لقد قدمنا للأوكرانيين فرصة تاريخية مذهلة، وهذه الفرصة ستكون مستدامة وأفضل ضمانة أمنية يمكن أن يحصلوا عليها.”
معادن استراتيجية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات
وتعد أوكرانيا من الدول الغنية بالمعادن النادرة والاستراتيجية، إذ تمتلك احتياطيات ضخمة من الليثيوم المستخدم في صناعة البطاريات، والتيتانيوم الضروري للصناعات العسكرية والطيران، بالإضافة إلى اليورانيوم، وهو عنصر أساسي في قطاع الطاقة النووية. كما تضم البلاد موارد كبيرة من الفحم والغاز والنفط، ما يجعلها نقطة جذب مهمة للاقتصادات الكبرى الباحثة عن مصادر جديدة للطاقة والمعادن.
يأتي هذا التطور في ظل تقارير تتحدث عن تقارب محتمل بين واشنطن وموسكو، وهو ما قد ينعكس على موقف الولايات المتحدة من دعم أوكرانيا. وبينما تسعى كييف للحفاظ على سيادتها ومواردها الاستراتيجية، تواجه ضغوطًا أميركية متزايدة لتقديم تنازلات مقابل استمرار المساعدات العسكرية.