Times of Egypt

هل بدأت روسيا الانسحاب من سوريا؟.. صور وتحركات تثير التساؤلات

M.Adam

رصدت كاميرات الصحفيين رتلًا من الدبابات الروسية يتجه عكس السير على الطريق الدولي بين دمشق واللاذقية، في مؤشر واضح على انسحاب القوات الروسية من جنوب العاصمة إلى مناطق الساحل السوري. وأثارت هذه التحركات تساؤلات عدة حول نوايا روسيا وخططها المستقبلية في سوريا، وسط تقارير عن إعادة تموضع لقواتها وانسحاب تدريجي من الخطوط الأمامية.

صور الأقمار الصناعية تكشف المشهد
التقارير الميدانية لم تكن الوحيدة التي سلطت الضوء على هذه التحركات؛ إذ كشفت صور أقمار صناعية حديثة، التقطت يوم الجمعة الماضي، عن وجود طائرتين من طراز “أنتونوف إيه.إن-124″، المعروفة بأنها من بين أكبر طائرات الشحن في العالم، في قاعدة حميميم. الصور أظهرت مقدمة الطائرتين مفتوحة، مما يشير إلى الاستعداد لنقل معدات عسكرية.

انسحاب أم إعادة انتشار؟
وفقًا لمسؤولين سوريين، بدأت روسيا بسحب قواتها من مواقعها في شمال سوريا ومن مواقع بعيدة عن الساحل، بينما احتفظت بقاعدتيها العسكريتين الرئيسيتين. وأوضح أحمد الشرع، قائد العمليات العسكرية المعروف سابقًا بـ “أبو محمد الجولاني”، خلال لقاء مع مجموعة من الإعلاميين في دمشق، أن الإدارة العسكرية أرسلت إشارات إلى روسيا تفيد بإمكانية استهداف قواعدها، لكنها أبدت استعدادها لإعادة تقييم العلاقات وبناء شراكة جديدة.

كما أضاف الشرع أن روسيا بدأت تفقد ثقتها في نظام بشار الأسد الذي أنقذته عدة مرات، مما قد يفسر رغبتها في تقليص وجودها العسكري.

أشار الشرع إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مفاوضات بين روسيا وحكومة دمشق المؤقتة بشأن مستقبل الوجود العسكري الروسي. وأكد أن موسكو ترغب في تركيز وجودها في قاعدة حميميم، بينما تصر الحكومة السورية على أن المفاوضات هي من سيحدد شكل العلاقة المستقبلية.

اتجاه نحو ليبيا؟
في سياق متصل، أفاد مسؤول بإدارة العمليات العسكرية أن بعض القوات الروسية غادرت سوريا بالفعل متجهة إلى ليبيا. وأوضح أن الخطوة تركز على تمركز القوات في قاعدة حميميم مع إعادة انتشارها بما يتماشى مع التطورات الميدانية.

من جهة أخرى، أكد مسؤول كبير في المعارضة السورية أن مسألة الوجود الروسي في سوريا ستظل قضية مفتوحة للنقاش في المستقبل، مشيرًا إلى أن الشعب السوري سيكون له كلمة الفصل في تحديد طبيعة العلاقة مع موسكو.

رغم هذه التحركات، شدد الكرملين على أن روسيا لم تنسحب من قواعدها في سوريا، وأنها تجري مناقشات مستمرة مع الجهات السورية الجديدة بشأن ترتيبات الوجود العسكري.

شارك هذه المقالة