كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن استعدادات يجريها الجيش الإسرائيلي لضم مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، والأحياء المحيطة بها، إلى ما يُعرف بـ”المنطقة العازلة”، وهو ما قد يشكل نحو خمس مساحة القطاع.
وبحسب التقرير، فإن المنطقة الممتدة بين محور فيلادلفيا جنوباً وممر موراغ شمالاً، والتي كانت تأوي نحو 200 ألف فلسطيني قبل اندلاع الحرب، باتت شبه خالية من السكان في الأسابيع الأخيرة، نتيجة العمليات العسكرية التي وصفها التقرير بأنها “أحدثت الفوضى” في المنطقة.
إجلاء السكان و”منطقة إنسانية” بديلة
في أعقاب انتهاء وقف إطلاق النار، دعا الجيش الإسرائيلي من تبقى من السكان المدنيين في رفح إلى إخلاء منازلهم والانتقال إلى ما أسماه بـ”المنطقة الإنسانية” الواقعة قرب الساحل، وتحديداً في منطقتي خان يونس والمواصي.
وتبلغ مساحة المنطقة المستهدفة حوالي 75 كيلومترًا مربعًا، وتشمل مدينة رفح ومحيطها. وتشير الصحيفة إلى أن الجيش لا ينوي السماح للسكان بالعودة إلى هذه المنطقة، حيث يتم دراسة إمكانية هدم جميع المباني فيها ضمن المخطط الأمني الجديد.
في الوقت نفسه، أثارت شهادات نقلتها الصحيفة عن جنود إسرائيليين شاركوا في العمليات العسكرية قرب محيط القطاع، تساؤلات حادة حول المخاطر التي تهدد المدنيين، وحتى الرهائن الذين قد لا يزال بعضهم في تلك المناطق.
وذكرت تقارير ميدانية أن سكان رفح سمعوا مؤخراً انفجارات عنيفة وصفوها بأنها “أشبه بالزلازل”، وسط حديث عن استخدام قنابل ضخمة خلال العمليات.
وتأتي هذه التحركات وسط تكهنات بأن إسرائيل تسعى لفرض وقائع جديدة على الأرض في غزة من خلال توسيع “المنطقة العازلة” على طول الحدود، بما يعزز سيطرتها الأمنية ويحدّ من قدرة الفصائل الفلسطينية على التحرك أو تنفيذ هجمات عبر الحدود.