أكد رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، الجمعة، التزام حكومته الكامل بالعمل على إعادة إعمار المنازل والقرى المدمرة في جنوب لبنان، مشددًا على أن هذا الملف يتصدر أولويات الحكومة لضمان عودة الأهالي إلى مناطقهم بكرامة وأمان.
لقاء مع أهالي الجنوب
تصريحات سلام جاءت خلال لقائه وفدًا من أهالي القرى الحدودية في جنوب لبنان، الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام ثكنة بنوا بركات في مدينة صور جنوب لبنان، حيث كان سلام في زيارة رسمية للثكنة.
وقال سلام للأهالي: “نشعر بآلامكم ومعاناتكم، وأؤكد لكم أن إعادة إعمار منازلكم وقراكم وتأمين عودتكم الكريمة إليها ليست مجرد وعد، بل التزام شخصي مني ومن الحكومة”.
دعم الجيش وتعزيز قدراته
وفي سياق زيارته، شدد سلام على أهمية تمكين الجيش اللبناني وتعزيز قدراته الدفاعية، مؤكدًا أن الحكومة ستعمل على زيادة تسليح الجيش وتجهيزه وتدريبه، بالإضافة إلى تحسين أوضاعه بما يعزز دوره في حماية لبنان والدفاع عن سيادته.
وجاءت تصريحات سلام خلال زيارته إلى ثكنة بنوا بركات، برفقة وزير الطاقة جوزيف الصدي، ووزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، ووزيرة البيئة تمارا الزين، وفق بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء.
إشادة بدور “اليونيفيل”
وخلال كلمته أمام الجيش اللبناني وقيادة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان “يونيفيل”، عبّر سلام عن تقديره العميق لدور اليونيفيل في حفظ السلام، مشيدًا بتعاونها الوثيق مع الجيش اللبناني والسلطات المحلية لتنفيذ القرار 1701 الهادف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في الجنوب اللبناني.
وقال سلام: “نرفض أي اعتداء على قوات اليونيفيل، وسنعمل دون تهاون على توقيف ومحاسبة المتورطين، مع اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات”.
وأكد سلام أن الجيش اللبناني يتحمل مسؤولية الحفاظ على أمن الوطن، وحماية الشعب اللبناني، وصون سيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه، مضيفًا أن الجيش يقوم اليوم بواجباته الوطنية بشكل كامل، ويعزز انتشاره بكل إصرار لترسيخ الاستقرار في الجنوب، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة الأهالي إلى قراهم وبيوتهم.
خلفية: الحرب الأخيرة والاتفاق الدولي
يذكر أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان تسببت في تدمير آلاف المنازل في عشرات القرى الجنوبية، خاصة في المناطق الحدودية، مما أجبر سكانها على النزوح.
وفي 26 نوفمبر الماضي، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية فرنسية، والذي نص على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية خلال 60 يومًا. وقد تم تمديد المهلة حتى 18 فبراير الجاري.