Times of Egypt

نصدق من في أمريكا؟! 

M.Adam
عبدالقادر شهيب 

عبد القادر شهيب 

بعد تبني القمة العربية الخطة المصرية لإعمار قطاع غزة بدون تهجير أهلها، سارع ترامب ليعلن رفضه لها، والتمسك بمشروعه لتحويل القطاع إلى ريفيرا الشرق.. بعد طرد أهله من أراضيه. ولكن تحدَّث ستيف ويتكوف – المبعوث الشخصي لترامب في الشرق الأوسط – فقال إنه اطلع على الخطة المصرية وهي تعكس حُسن النوايا وتحتاج للمناقشة، وهو ما يعني إمكانية أن تقبل بها واشنطن!  

فمن نصدق إذن في أمريكا؟! 

إن هذا يفيد أن ثمة تخبطاً في إدارة السياسة الأمريكية الخارجية بين الرئيس ومساعديه! أو بالأصح أن الرئيس يتخذ مواقف مندفعاً ودون دراسة، ثم يضطر معاونوه إلى تنقيح وتصحيح هذه المواقف.. باستخراج معانٍ متناقضة مع ما قال به ترامب. 

 هذا حدث بجلاء.. عندما اندفع ترامب ليعلن مشروعه لتهجير قطاع غزة.. لإعادة إعماره، وتحويله إلى ريفيرا! فقد خرج وزير الخارجية الأمريكي – وقتها – ليخفف من وطاة ردود الفعل الرافضة – عالمياً – لهذا المشروع العجيب والغريب، وقال ما قاله ترامب فيما بعد.. من أن المشروع مجرد خيار مطروح، وواشنطن تنتظر مشروعات أخرى بديلة لتنظر فيها! 

إنه الارتباك بعينه.. الذي تسبَّب فيه اندفاع ترامب – الذي زاد كثيراً في ولايته الثانية عن ولايته الأولى – ربما للتقدم في السن، وربما لأنه عاد لينتقم من الجميع بعد خسارته الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020 أمام بايدن..  

… هذا الارتباك لن يثير فوضى في أمريكا وحدها، وإنما في العالم كله، الذي بات يعيش على أعصابه.. منذ أن دخل ترامب البيت الأبيض مجدداً.  

أمامنا أربع سنوات، سوف نعيشها في عك سياسي عالمي.. طابعه الأساسي التخبط والفوضى، والتصريحات الصادمة، والمواقف المفاجئة لسيد البيت الأبيض.. التي سوف تحتاج طلب الرحمة من الله عز وجل. 

نقلاً عن «فيتو» 

شارك هذه المقالة