عبدالقادر شهيب
ما تأثير قرار ترامب.. بزيادة الرسوم الجمركية على صادراتنا للسوق الأمريكي بنسبة عشرة في المائة علينا؟
ابتداء يجب أن نعلم أن أمريكا ليست من الشركاء التجاريين الكبار لنا.. مثل أوروبا، وأن صادراتنا إليها ليست ضخمة، وتزيد قليلاً على ثلاثة مليارات دولار..
ويجب أن نعلم أيضاً أن معظم هذه الصادرات من الملابس والمنسوجات، في إطار اتفاقية الكويز التي تمنحنا مزايا جمركية.. للصادرات التي تدخل فيها مستلزمات إسرائيلية بنسبة معينة، وقرارات ترامب – حتى الآن – لم تتطرق إلى هذه الاتفاقية، وربما لا تتطرق إليها غالباً من أجل إسرائيل.
ولذلك فإن التأثير المباشر لقرارات ترامب علينا سيكون محدوداً.. ولكن بالإضافة لهذه الآثار المباشرة، هناك آثار غير مباشرة تتعلق بتداعيات قرارات ترامب على حركة التجارة العالمية، والتي لن تكون في الأغلب كبيرة، لأن قراراته الجمركية شملت العالم كله، ولم تستثن دولة واحدة..
ولذلك من المتوقع أن ترتبك خطوط الإمدادات العالمية، وأن ترتفع أسعار السلع – ومن بينها الخامات ومستلزمات الإنتاج – وهذا سيكون له تأثيراته علينا بالطبع في اتجاهين..
الأول: ارتفاع تكلفة ما ننتجه من سلع، وبالتالي ارتفاع أسعار ما نصدره. والاتجاه الثاني: تراجُع حركة المرور في قناة السويس، أو على الأقل كبح جماح استعادتها نشاطها.. الذي تراجع بسبب اضطراب الملاحة في البحر الأحمر بعد حرب غزة..
وهذا سيكون له في نهاية المطاف تأثيره على جهودنا لخفض الفجوة الدولارية، الأمر الذي يحثنا على التوسع في إنتاج ما يغنينا.. عن استيراد بعض السلع من الخارج، وبالتالي ينخفض إنفاقنا من النقد الأجنبي. ويحثنا أيضاً على زيادة مواردنا السياحية.. باتخاذ خطوات أكثر جدية وطموحة لاجتذاب السياحة الأجنبية.
نقلاً عن «فيتو»