د. أسامة الغزالي حرب
بعد أن كتبت مقالي تحت عنوان «والسياحة في قناة السويس» الذي قلت فيه إن «قناة السويس».. التي هي أحد المحاور الأساسية في حركة التجارة العالمية، وأحد أهم أصول الاقتصاد المصري ومصادر دخله، أعتقد أنها ينبغي أن تكون أيضاً في مقدمة مقاصد السياحة الداخلية والخارجية معاً.
وصلتني – في نفس اليوم، بالبريد الإلكتروني – رسالة كريمة من الفريق أسامة ربيع – رئيس الهيئة – تتضمَّن تعقيباً على ما كتبته!
… هذا – ابتداءً ـ سلوك راقٍ رفيع، ينطوي على تقدير واحترام للصحافة، ودورها.. في بحث ومناقشة القضايا العامة.
وقد تضمَّنت الرسالة عرضاً موجزاً لجهود هيئة القناة.. «لتكون القناة وجهة سياحية مضيئة، تعبر عما تحمله من التقاء عدة عوامل.. يصعب تكرارها؛ من عبق التاريخ وعُمق الجغرافيا، وتفرُّد في المنحى الاقتصادي والحضاري». وسردت الرسالة تحويل المقر الإداري الأول للقناة.. إلى متحف عالمي عن تاريخ القناة، وتشجيع سياحة اليخوت، خاصة بالإسماعيلية، واستقبال آلاف الزائرين للقناة، وتشجير سواحلها، وإنشاء فندق «مكسيم ديليسبس»، وإنشاء سلسلة من الجداريات الفنية… إلخ.
إنني أقدِّر، وألمس، وأشيد بهذه الجهود.. التي يلمسها بسهولة أي زائر للقناة. ولكنني – سيادة الفريق – لم أقصد بخطابي أبداً.. هيئة القناة التي تشرف بأدائها كل الهيئات والمرافق المصرية، ولكنني أقصد الجامعات العامة والأهلية والخاصة، وأقصد مدارس التعليم الثانوي، ومؤسسات وشركات القطاع الخاص، وهيئات المجتمع المدني، والنوادي الرياضية والاجتماعية، التي تدخل «الرحلات» في قلب أنشطتها، وأقول إن القناة ومدنها الرائعة، وفنادقها وبيوت شبابها، يجب أن تكون على رأس مقاصدها.. (قبل الفلبين وتايلاند ودبي مثلاً!).
لقد كانت الرحلة إلى أسوان.. أحد تقاليد وزارة التربية والتعليم على أيامنا، فهل لا تزال مستمرة؟ وهل يمكنني أن أطمع.. أن تشمل تلك الرحلات «قناة السويس»؟
فزيارتها تنطوي أيضاً على درس مهم.. في التنشئة السياسية، فضلاً عن التعرف على مدنها الجميلة، وتاريخها الوطني المجيد!
نقلاً عن «الأهرام»