عبدالقادر شهيب
ما أُثير مؤخراً حول الأمين العام الجديد للجامعة العربية، لابد أن ينبهنا إلى أن مكانة مصر العربية.. ليست على ما يرام، أو ليست في أحسن حال، وذلك بعد تعرضت للتآكل. وهذا أمر وإن كان حدث وما زال يحدث منذ سنوات ليست بالقليلة، إلا أنه بات أمراً ملحوظاً، ولا تخطئه العين المجردة الآن.
لقد كانت الجزائر وحدها – منذ سنوات – هي التي تطالب بتدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية، ولكن الآن نجد مواطناً سعودياً يطالب بأن يكون المنصب سعودياً، ونجد من يتحدث حتى عن نقل مقر الجامعة من مصر.. التي جمعت العرب لتأسيس هذه الجامعة.
هذا التآكل في مكانة مصر العربية حدث.. لأننا سمحنا بذلك، أو منحنا الفرصة لبعض الأشقاء العرب للتجرؤ علينا، حينما راعينا خاطرهم أكثر من اللازم، وحرصنا على عدم إغضابهم.. بإعلان الرفض الصريح علناً لمواقف وتصرفات، نرى أنها تضر بالمصالح العربية، وتؤذي الأمن القومي العربي، وأيضاً حينما تجاوزنا عن بعض التصرفات والأفعال غير المقبولة.. بين الأشقاء.
إننا نشاهد أشقاء عرب يهددون كيانات دول شقيقة.. ونسكت على ذلك، ونرى دولاً، ونرى قادة عرب لا يساهمون بفاعلية في العمل العربي المشترك.. ونسكت أيضاً على ذلك، رغم أن دورنا القيادي يقتضي تصحيح كل هذه الأوضاع. فإن مكانتنا العربية تفرض ذلك؛ حتى ولو كنا نحتاج لمساعدتهم المالية.
إن استعادة المكانة العربية والإقليمية لمصر، يقتضي أساساً أن يكون لدينا اقتصاد قوي، مثلما يحتاج لجيش قوي، وانتهاج سياسة خارجية فاعلة ونشطة وقوية، ولا ينقصنا من ذلك الآن إلا الاقتصاد القوي، وهذا يحتاج لاعتماد أكثر على أنفسنا، ويقتضي مراجعة شجاعة لسياساتنا الاقتصادية.. ليكون محدودو ومتوسطو الدخل هم الأولى بالرعاية.
نقلاً عن «فيتو»