شهد شاطئ بونداي في سيدني بأستراليا اليوم الأحد هجوما أسفر عن مقتل 12 على الأقل وإصابة ما يقرب من 30 عندما فتح مسلحان النار على المحتفلين بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) ووصفت الشرطة ومسؤولون الواقعة بأنها هجوم إرهابي.
وقال مال لانيون مفوض شرطة ولاية نيو ساوث ويلز في مؤتمر صحفي إن أحد المسلحين المشتبه بهما قتل والآخر أصيب وحالته حرجة. وأضاف أن 29 على الأقل أصيبوا من بينهم شرطيان ونقلوا للمستشفيات.
وأشار لانيون إلى أن الشرطة تحقق في احتمال وجود مسلح ثالث شارك في إطلاق النار بينما تعمل وحدة تفكيك القنابل على العديد مما يشتبه بأنها عبوات ناسفة في الموقع.
وقال مايك بورجيس وهو مسؤول كبير في المخابرات الأسترالية إن أحد المهاجمين المشتبه بهما معروف للسلطات من قبل لكن لم تقرر أنه يشكل تهديدا وشيكا.
- إسرائيل تنتقد أستراليا
يشكل هجوم اليوم الأحد الواقعة الأخطر في سلسلة من الهجمات التي وصفت بأنها معادية للسامية على كنس يهودية وبنايات وسيارات شهدتها أستراليا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر تشرين الأول 2023.
وعمليات إطلاق النار الجماعي نادرة في أستراليا، وهي واحدة من أكثر دول العالم أمانا. وعدد القتلى في هجوم اليوم يجعله أسوأ واقعة من نوعها في البلاد منذ عام 1996، عندما قتل مسلح 35 شخصا في موقع سياحي في ولاية تسمانيا جنوب البلاد.
وعقد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي اجتماعا لمجلس الأمن القومي وندد بالهجوم وقال إن الشر الذي ظهر فيه “يفوق التصور”.
وتابع قائلا “هذا هجوم موجه ضد اليهود الأستراليين في أول يوم من عيد حانوكا، وهو يوم يجب أن يكون يوم فرح واحتفال بالإيمان… في هذه اللحظة الحالكة على أمتنا، تعمل أجهزة الشرطة والأمن لتوصل إلى أي شخص له علاقة بهذه الفظاعة”.
وقال شهود إن إطلاق النار الذي وقع على الشاطئ الشهير في أمسية صيفية حارة استمر حوالي 10 دقائق، ودفع رواد الشاطئ للتفرق على الرمال وإلى الشوارع والحدائق القريبة. وقالت الشرطة إن نحو ألف حضروا الاحتفال بعيد الأنوار اليهودي وحده بخلاف باقي رواد الشاطئ.
وقال شاهد يدعى ماركوس كارفالو (38 عاما) من سكان منطقة قريبة “كنت أستعد للعودة إلى المنزل، وكنت أحزم حقيبتي وأحضر نعلي وأستعد للحاق بالحافلة، ثم بدأت أسمع صوت الطلقات”.
وأضاف “أصبنا جميعا بالذعر وبدأنا بالركض أيضا. تركنا كل شيء خلفنا… لا بد أنني سمعت، لا أعرف، ربما، حوالي 40 أو 50 طلقة”.
وقال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج إن يهودا ذهبوا للشاطئ لإيقاد أول شمع للاحتفال بعيد الأنوار لكنهم تعرضوا لهجوم على يد “إرهابيين أشرار”.
وعبر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن استيائه البالغ من إطلاق النار وقال إن على الحكومة الأسترالية أن “تعود إلى رشدها” بعد تحذيرات لا حصر لها.
وقال “هذه نتائج شيوع معاداة السامية في شوارع أستراليا على مدى العامين المنصرمين مع دعوات ’عولمة الانتفاضة’ المعادية للسامية والتحريضية التي تجسدت اليوم”.
وشاطئ بونداي أحد أشهر الشواطئ في العالم وعادة ما يزدحم بالسائحين والزوار.
وقال أليكس ريفيتشين الرئيس التنفيذي المشارك للمجلس التنفيذي لليهود الأستراليين في مقابلة مع سكاي نيوز “إذا تم استهدافنا عمدا بتلك الطريقة فهو نطاق يفوق إدراك أي منا. هذا أمر مروع”. وأضاف أن مستشاره الإعلامي أصيب في الهجوم.
- رجل يقاوم المسلح
قالت جريس ماثيو وهي من سكان المنطقة إنها رأت أشخاصا يركضون من حولها وسمعت دوي أعيرة نارية.
وتابعت قائلة “في البداية لا تفكر في أي شيء سوى أنه يوم جميل على الشاطئ… تظن أن الناس يقضون وقتا طيبا فحسب. لكن المزيد من الناس ركضوا ومروا بجانبي وقالوا إن هناك من يطلق النار.. هناك إطلاق نار جماعي ويقتلون الناس”.
ونددت منظمات إسلامية بإطلاق النار.
وقال مجلس الأئمة الوطني الأسترالي ومجلس أئمة نيو ساوث ويلز ورابطة تمثل المسلمين في أستراليا في بيان “أعمال العنف والجرائم هذه لا مكان لها في مجتمعنا. يجب أن يحاسب المسؤولون عنها بشكل كامل وأن يواجهوا كامل قوة القانون”.
وتابع البيان “قلوبنا ومشاعرنا ودعاؤنا مع الضحايا وعائلاتهم وجميع من شهدوا أو تأثروا بهذا الهجوم الصادم للغاية”.
وبدا أن مقاطع فيديو انتشرت على إكس تظهر رواد الشاطئ ومتنزه قريب وهم يتفرقون ويفرون لدى سماع دوي العديد من الأعيرة النارية وأصوات مركبات الشرطة.
وأظهر مقطع فيديو رجلا يرتدي قميصا أسود وهو يطلق النار قبل أن يتدخل رجل بقميص أبيض لانتزاع السلاح منه. وشوهد رجل آخر وهو يطلق النار من على جسر قريب للمشاة.
وأظهر مقطع فيديو آخر رجلين تجبرهما الشرطة على الاستسلام على جسر للمارة. وشوهد أفراد من الشرطة وهم يحاولون إنعاش أحدهما. وتأكدت رويترز من المقاطع من خلال المضاهاة بلقطات أخرى مؤكدة تظهر ذات الأشخاص.
وقالت سوزان لي زعيمة حزب الأحرار المعارض “الأستراليون في حداد شديد الليلة في وقت ضربت فيه الكراهية العنيفة قلب المجتمع الأسترالي الأيقوني.. مكان نعرفه جميعا ونحبه.. بونداي”.