أعلنت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أن طائرة هليكوبتر تابعة لها تعرضت لإطلاق نار أثناء محاولتها إجلاء جنود من بلدة الناصر في شمال البلاد اليوم الجمعة، ما أسفر عن مقتل أحد أفراد طاقمها، إلى جانب عدد من الجنود بينهم جنرال بارز.
اشتباكات عنيفة.. وخرق لضمانات المرور الآمن
وأوضحت البعثة أن الطاقم كان ينفذ عملية إجلاء جوي للجنود بعد اندلاع مواجهات عنيفة في البلدة بين القوات الوطنية وميليشيا الجيش الأبيض، وهي مجموعة مسلحة تربطها حكومة الرئيس سلفا كير بالقوات الموالية لنائب الرئيس ريك مشار.
وفي تعليق شديد اللهجة، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم: “الهجوم بغيض للغاية، وقد يشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي”.
وأضاف: “نشعر بالأسف العميق لمقتل الذين كنا نحاول إنقاذهم، خاصة وأننا تلقينا ضمانات واضحة بتأمين مرور آمن للطائرة. نطالب بإجراء تحقيق عاجل لتحديد المسؤولين عن هذا الهجوم ومحاسبتهم”.
27 قتيلاً.. وتصاعد المخاوف بشأن اتفاق السلام
بدوره، أعلن وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي أن 27 جندياً قُتلوا خلال استهداف المروحية التابعة للأمم المتحدة.
ويأتي هذا التصعيد في ظل توتر متزايد بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير والمسلحين المرتبطين بنائب الرئيس ريك مشار، وسط مخاوف متزايدة بشأن مصير اتفاق السلام الهش الموقع بين الجانبين بعد سنوات من الحرب الأهلية التي امتدت من 2013 إلى 2018.
اعتقالات تطال مسؤولين كبار
وفي تطور لافت يزيد من تعقيد المشهد، أعلن متحدث باسم ريك مشار أن القوات الموالية للرئيس سلفا كير اعتقلت وزير النفط، إلى جانب الوزير المكلف بجهود السلام، ونائب قائد الجيش، وعدد من كبار المسؤولين العسكريين المتحالفين مع مشار، في خطوة تهدد بتفجير الوضع بشكل أكبر.
تُعد ميليشيا الجيش الأبيض قوة قبلية مكونة في معظمها من مسلحين من قبيلة النوير التي ينتمي إليها ريك مشار، وقد قاتلت إلى جانبه في الحرب الأهلية السابقة. وفي المقابل، تعتمد قوات الرئيس سلفا كير بشكل كبير على مسلحين ينتمون إلى قبيلة الدينكا، مما يجعل النزاع يحمل أبعادًا سياسية وقبلية معقدة.