Times of Egypt

مفاوضات غزة تتقدم.. مقترحات جديدة ومساعٍ دولية لإنهاء الأزمة

M.Adam

في ظل الجهود المستمرة للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد في غزة، وصل وفد من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى القاهرة للقاء المسؤولين المصريين ومتابعة تطورات المفاوضات حول اتفاق وقف إطلاق النار، بعد أن تسلّمت الحركة مقترحًا جديدًا من الوسطاء وتعاملت معه بمسؤولية، قبل أن تسلّم ردها رسميًا فجر الجمعة.

وكشفت مصادر مطّلعة أن المقترح، الذي قدمه المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف وعدد من الوسطاء، تضمن أربعة بنود رئيسية تشكّل إطارًا للتفاوض بشأن وقف دائم للقتال. ويقضي الاتفاق بإفراج حماس في اليوم الأول عن خمسة أسرى إسرائيليين أحياء، بينهم عيدان ألكسندر، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. كما ينص على بدء مفاوضات غير مباشرة تستمر لمدة 50 يومًا بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، إلى جانب استمرار الإجراءات المتفق عليها سابقًا بشأن إدخال المساعدات الإنسانية ووقف العمليات العسكرية.

لكن حركة حماس قدّمت مجموعة من التعديلات على المقترح، أبرزها إدراج الاتفاق الجديد ضمن إطار اتفاق 17 يناير/كانون الثاني، وإلزام إسرائيل بتنفيذ جميع التزامات المرحلة الأولى، بما يشمل فتح المعابر وإدخال المساعدات وتسريع عمليات الإعمار. كما طالبت الحركة بانسحاب القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا، وربطت بدء مفاوضات وقف إطلاق النار الدائم بتنفيذ عمليات تبادل الأسرى. وشملت مطالب الحركة أيضًا السماح لسكان القطاع العالقين بالخارج بالعودة عبر معبر رفح دون قيود، وإزالة نقاط التفتيش الإسرائيلية على شارع صلاح الدين في محور نتساريم.

وفي المقابل، جاء الرد الإسرائيلي مساء الجمعة، حيث وافقت تل أبيب على رفع عدد الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم إلى 11 أسيرًا حيًا، بالإضافة إلى 16 جثة، مقابل إطلاق سراح 120 أسيرًا فلسطينيًا محكومًا بالمؤبد، و1110 أسرى آخرين من قطاع غزة، إلى جانب تسليم 160 جثمانًا لشهداء فلسطينيين. إلا أن إسرائيل قلّصت فترة التفاوض غير المباشر إلى 40 يومًا، مشترطة الحصول على أدلة حياة للأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس قبل بدء أي مفاوضات لوقف إطلاق النار. كما تجنّب الرد الإسرائيلي التطرق إلى مطلب الانسحاب الكامل من غزة، ما يعكس تباينًا واضحًا في مواقف الطرفين.

وفي سياق متصل، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أمله في أن تؤدي المفاوضات إلى نتائج إيجابية رغم تعقيد الأوضاع، فيما كشفت واشنطن عن مقترح جديد يهدف إلى تضييق فجوة الخلافات بين الجانبين، وتمديد وقف إطلاق النار إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفصح، لإتاحة الفرصة لمفاوضات أوسع حول وقف دائم للقتال.

وأكد بيان صادر عن مجلس الأمن القومي الأميركي أن المقترح يتضمن إطلاق سراح الرهائن الأحياء مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين وفق الصيغ السابقة، مع تمديد الهدنة المؤقتة لضمان استئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. كما شدّد البيان على ضرورة تنفيذ حماس لهذا المقترح في أقرب وقت ممكن، مشيرًا إلى أن الحركة على دراية بالمهلة الزمنية المحددة، وأن الولايات المتحدة ستتخذ موقفًا وفقًا لذلك.

شارك هذه المقالة