Times of Egypt

معارك الشمال السوري.. الجيش يحسم اشتباكات جبل زين العابدين

M.Adam

تطور ميداني جديد يعكس حدة التصعيد العسكري في سوريا، شهدت مدينة حماة ومحيطها معارك ضارية بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، حيث نجح الجيش في حسم معركة جبل زين العابدين، أحد المواقع الاستراتيجية التي كانت هدفاً رئيسياً لهجمات المسلحين. يأتي هذا وسط تغيرات متسارعة في مشهد الصراع، الذي تسبب في نزوح آلاف المدنيين وزاد من تعقيد الوضع الإنساني في البلاد.

أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش السوري نجح في نصب كمين محكم للفصائل المسلحة التي كانت تحاول السيطرة على جبل زين العابدين، الواقع على مشارف مدينة حماة. وأشار المرصد إلى أن المواجهات العنيفة لم تتوقف في تلك المنطقة على مدار الأيام الماضية، في وقت يحاول فيه الجيش تعزيز مواقعه الاستراتيجية لمنع أي اختراق محتمل.

وفي تطور لافت، كشفت مصادر سورية أن الطيران الحربي الروسي كثّف غاراته لدعم القوات الحكومية في صدّ الهجمات المتتالية للفصائل المسلحة. وأكدت وكالة الأنباء السورية أن هذه الغارات استهدفت مواقع تحشد الفصائل وممرات تحركها، ما أسفر عن مقتل العشرات من المسلحين وتدمير معداتهم وآلياتهم.

على الجهة المقابلة، حاولت الفصائل المسلحة تحقيق مكاسب معنوية بدعوة جنود الجيش السوري إلى الانشقاق. ونُشر مقطع مصور على منصة “إكس” يظهر أحد قادة الفصائل وهو يدعو الجنود إلى رمي أسلحتهم والاستسلام، زاعماً أن “الحسم بات قريباً”. ورغم هذه الدعوات، يستمر الجيش السوري في تعزيز مواقعه داخل المدينة وفي محيطها.

تزامناً مع احتدام القتال، أعلنت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 150 ألف شخص من منازلهم بسبب الاشتباكات في مناطق حماة وحلب. وأفاد ممثل مفوضية اللاجئين في سوريا، جونزالو فارجاس، بأن الوضع الإنساني يزداد سوءاً، مع استمرار تدفق النازحين باتجاه المناطق الشمالية بحثاً عن مأوى آمن.

وفي مدينة حلب، التي تمكنت الفصائل المسلحة من السيطرة عليها الأسبوع الماضي، تدور نقاشات حول كيفية إدارة المدينة. وأكد المرصد السوري أن الأحياء الكردية في حلب، مثل “الشيخ مقصود” و”الأشرفية”، لا تزال تشكل معضلة أمام الفصائل التي تحاول فرض سيطرتها على كامل المدينة.

تمثل مدينة حماة نقطة استراتيجية بالنسبة للجيش السوري، نظراً لقربها من العاصمة دمشق. ويعتبر تأمين المدينة ضرورة لحماية الطرق المؤدية إلى العاصمة، ما يجعلها في قلب الاهتمام العسكري لكلا الطرفين. ووفق المرصد، لا يزال الجيش السوري يحتفظ بمنفذ وحيد نحو الجنوب عبر مدينة حمص، في محاولة لتأمين الإمدادات ومنع حصار كامل.

شهدت سوريا خلال الأسبوع الماضي معارك تعدّ الأعنف منذ عام 2020، حيث بلغت حصيلة القتلى وفقاً للمرصد 704 قتلى بينهم 110 مدنيين. كما تسببت الاشتباكات بنزوح أكثر من 110 آلاف شخص، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في البلاد.

شارك هذه المقالة