Times of Egypt

مصر والسويد تبحثان تعزيز التعاون في مجالي النقل والصناعة

M.Adam

استقبل الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، السفير السويدي الجديد بالقاهرة، داج يولين-دانفيلت، والوفد المرافق له، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين مصر والسويد في مجالي النقل والصناعة. حضر اللقاء عدد من قيادات وزارتي النقل والصناعة.

وفي مستهل اللقاء، هنأ الوزير السفير بمناسبة توليه مهام منصبه الجديد في القاهرة، معرباً عن تطلعه لتوسيع نطاق التعاون بين البلدين، خاصة في مجالات التصنيع والنقل الأخضر، بما يشمل إنشاء مصانع لإنتاج السيارات والأتوبيسات الكهربائية ومحطات الشحن الخاصة بها، بالشراكة مع الشركات العالمية مثل “فولفو” و”سكانيا”. كما ناقش الجانبان فرص التعاون في إقامة مصانع متخصصة في إنتاج ألواح الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح، إلى جانب الصناعات المرتبطة بالطاقة الجديدة والمتجددة.

وأبدى الوزير اهتمام مصر بالتعاون مع شركة “إريكسون” لإنتاج شبكات الجيلين الرابع والخامس محلياً، وكذلك تعزيز التعاون مع شركة “أسترازينيكا” في المجالات ذات الصلة. كما أشاد بالتجربة السويدية في مجال السلامة على الطرق، لا سيما استراتيجية “صفر حوادث”، معبّراً عن رغبة مصر في الاستفادة من تلك التجربة في ظل تنفيذ الدولة لمشروعات عملاقة في مجال الطرق والكباري.

وأكد الوزير على أهمية نقل الخبرات السويدية في تدريب وتأهيل الكوادر المصرية على إدارة وتشغيل منظومة الأتوبيس الترددي (BRT)، والتي تمثل إحدى أهم مشروعات النقل الجماعي الصديق للبيئة الجاري تنفيذها حالياً.

من جانبه، أعرب السفير السويدي عن سعادته بلقاء الوزير، مؤكداً استعداد بلاده لتقديم الدعم الكامل ونقل الخبرات والتكنولوجيا لمصر في مجالات النقل والصناعة. كما أبدى اهتمام الجانب السويدي بالتعاون مع وزارة النقل المصرية في مراجعة خطوات تأسيس شركة الأتوبيس الترددي، وهيكلها الإداري، وتمويل الدراسات الخاصة بتشغيل المشروع بمراحله المختلفة، وضمان تكامله مع وسائل النقل الأخرى.

وأكد السفير حرص بلاده على المشاركة في إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية للمشروع، وتعظيم مصادر دخله بما يضمن تغطية تكاليف التشغيل، إلى جانب دعم بناء القدرات المصرية في مجالات تشغيل وصيانة الحافلات الكهربائية والبنية التحتية المرتبطة بها، وتخطيط النقل الحضري المستدام، ومراقبة تنفيذ عقود النقل العام وفق أنظمة رقمية حديثة.

وخلال اللقاء، شدّد الوزير على أن مشروع الأتوبيس الترددي سيمثل نقلة نوعية في مشروعات النقل الجماعي الحضارية، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتوسع في شبكات النقل الجماعي الأخضر المستدام. وأوضح أن المشروع سيساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، وتسهيل حركة المواطنين على الطريق الدائري، والحد من العشوائية المرورية عبر منع صعود الميكروباصات إلى الطريق الرئيسي وإلزامها بالطريق السطحي الجديد، مع إنشاء مواقف سطحية تخدم ركاب الأتوبيس الترددي.

وأشار الوزير إلى أن المشروع سيغطي مختلف محاور الطريق الدائري، ويربط التقاطعات الرئيسية مثل تقاطع السويس، وعدلي منصور، والمرج، ومسطرد، ليمثل أحد الشرايين الحيوية لربط شرق العاصمة بغربها، والوصول للعاصمة الإدارية الجديدة من خلال وسيلة نقل واحدة حضارية وسريعة وآمنة. كما يتكامل المشروع مع شبكة النقل القائمة، بما يشمل الخط الأول والثالث من مترو الأنفاق، والقطار الكهربائي الخفيف (LRT).

وأوضح الوزير أن مشروع الأتوبيس الترددي يشمل 48 محطة على ثلاث مراحل، إلى جانب مواقف ومحطة شحن رئيسية وثلاث محطات شحن فرعية. وتشمل المرحلة الأولى 14 محطة من منطقة الإسكندرية الزراعي حتى أكاديمية الشرطة، فيما تضم المرحلة الثانية 21 محطة من المشير طنطاوي حتى تقاطع الفيوم، بما في ذلك ثلاث محطات على محور المريوطية ومحطة المتحف المصري الكبير. أما المرحلة الثالثة، فستضم 13 محطة لربط الإسكندرية الزراعي بالإسكندرية الصحراوي.

وأضاف الوزير أن المرحلتين الأولى والثانية ستشهدان تشغيل 100 أتوبيس كهربائي محلي الصنع، بطاقة استيعابية تبلغ 66 راكباً لكل أتوبيس – أي ما يعادل 5 ميكروباصات – لنقل ما يصل إلى 3200 راكب في الساعة في الاتجاهين. ويأتي تصنيع الأتوبيسات بالكامل داخل مصر في إطار استراتيجية توطين الصناعة وتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي، دون الاعتماد على الاستيراد الخارجي.

وفي ختام اللقاء، اتفق الجانبان على عقد سلسلة من الاجتماعات الفنية بين المختصين من الجانبين، لتوفير الدعم الفني والتقني المطلوب لإنجاح مشروع الأتوبيس الترددي، بما يضمن تقديم خدمة متكاملة وعالية الجودة للمواطنين، وتعزيز منظومة النقل الحضري المستدام في مصر.

شارك هذه المقالة